بشِّرْ ولا تُبنْشِرْ!!

بَعضُ النَّاس لَديهِ طَاقَة سَلبيَّة هَائِلَة، لِذَلِك عِندَمَا تَصله الأَخبَار السيِّئَة، يَفرح بِهَا، وكَأنَّها تُحقِّق لَه تَوَازنًا نَفسيًّا، وتُشعِره أَنَّه إنسَان طَبيعي، لِذَلك هو لَا يَكتَفي باستقبَال الأَخبَار السيِّئَة، بَل يَقوم بإرسَالهَا إلَى كُلِّ المُضَافِين عِندَه..!

لَا أَعرف سَبَباً مُقنِعاً؛ يَدفع فِئةٌ مِن النَّاس، لنَشْر الأَخبَار السيِّئَة، بَل الحِرْص عَلَى النَّشر والإرسَال؛ أَكثَر مِن مَرَّة.. هَل هَذا يَرجع؛ إلَى أَنَّ الإرسَال يُحقِّق لَه تَوَازِناً نَفسيًّا؟، أَم يُريد فَقَط إفسَاد فَرحة الآخَرين؟، أَم كِلَاهُمَا مَعًا..؟!


يَا قَوم، تَأكَّدوا أَنَّ الشَّر فِيهِ بَركَة، ولَا يَحتَاج إلَى مَن يَنقله، فهو يَنقل نَفسه بنَفسه، وقَد قَال أَهْل نَجد -عَليهم سَحَائِب الرَّحمَة-: «عِلْمُ الشَّرِّ فِيهِ بَركَة»، وهُم يَقصِدُون أَنَّه سَريع الانتشَار، أَمَّا إخوَتنَا الإنجلِيز فيَقولون: (الأَخبَار السيِّئَة لَهَا أَجنِحَة)..!

إنَّني -بَعد مُتَابِعَاتٍ كَثيرَة لوَسَائِل التَّواصُل الاجتمَاعي- أَقتَرح عَلَى هَيئة الاتِّصَالَات، سَنّ عقُوبَات، أَو عَلَى الأَقَل، فَرْض رسُوم؛ عَلَى كُلِّ مَن يَنشُر الأَخبَار السيِّئَة، ولَيس فَقَط عَلَى مَن يَنشُر الإشَاعَات..!


ثُمَّ لِمَاذَا نَحرص عَلَى نَشْر الأَخبَار السيِّئَة، وكَثيرٌ مِن وَسَائِل الإعلَام؛ تَقوم بهَذه المُهمَّة عَلَى أَكمَل وَجه، لأنَّ مِن مَهَام وأَجندِة أَكثَرهَا؛ التَّركيز عَلَى الجَديد والغَريب، والسيِّئ، والسَّلبِي والمُعوجّ..!

حَسنًا.. مَاذَا بَقَي؟!

بَقَي القَول: كُلُّ أَصدِقَائِي يَفهَمون -مُنذُ سَنوَات- مَوقِفي المُتحفِّظ؛ إزَاء تَبادُل الأَخبَار السَّلبيَّة، سَوَاء كَانت صَحيحَة أَو مفبركة، لِذَلِك كُلَّمَا التَقينَا، تَحدَّثنَا عَن الأَخبَار السَّعيدَة والسَّارَة، أَمَّا الأَخبَار السيِّئَة والضَّارَة، فلَا أُريد أَنْ أَعلَم شَيئاً عَنهَا، لأنَّ عِندي مَا يَكفِي مِنهَا، وهي أَخبَار قَويَّة، تَنقل نَفسهَا بنَفسهَا، فِي حِين أَنَّ الأَخبَار السَّعيدَة؛ تَحتَاج إلَى نَاقِلٍ لَهَا..!!

أخبار ذات صلة

قتل طفل لحساب الدَّارك ويب!!
ألا يستحون؟!
الخلايا الجذعية والحبل الشوكي
أقمار من خشب!!
;
هُويتنا وقيمنا وأخلاقياتنا العربية والإسلامية.. في خطر
رجع الصدى
لا شيء في الضوضاء.. غير وجهك يا معطاني!
القمع من المهد إلى اللحد!!
;
رحم الله معالي الدكتور عبدالله المعطاني
التحريض على الفسق والفجور
أبلة زهرة.. ومدرسة «الفتاة»
العناية بالمواهب عبر التاريخ
;
أبناؤنا.. والإنترنت المظلمة!
ذاكرة المطوفات.. ‏إضاءات تاريخية مشرقة
مقرر الكتابة الوظيفية والإبداعية.. مهلًا!
محمد بن سلمان.. و «رؤية 2030»