متى تعود لهم إنسانيتهم؟

تحاصر الإنسان في كل مكان في العالم أعمال العنف من حروب ومجازر ومآسٍ، ولكن ما يُهمنا في هذا المكان تلك الأعمال الفظيعة في عالمنا العربي.. ولعل أشد ما شاهدناه في السنوات الأخيرة المذابح والمجازر التي قامت بها «داعش» والمنظمات المشابهة الأخرى، التي أشركت حتى الأطفال في فظائعها لكي يشاهدوا الذبح والإعدام لأعدائهم الذين كان من بينهم مسلمون.. كما أنهم أمروا الأطفال وشجعوهم على حمل رؤوس الذين قتلوهم واللهو بها.. بل إن «داعش» أشركتهم حتى في القتل بإعطائهم البنادق التي يصوّبونها نحو الذين أرادت «داعش» إعدامهم.

تلك الأعمال لم تكن خيالاً بل هي حقيقية وبرغم شناعتها وفظاعتها كان يتناقلها كثيرون منا في عالمنا العربي في وسائط الاتصال الحديثة بكل تجرد ولا مبالاة وكأنها أعمال عادية لا تبعث على الحزن والتقزز ولا يتعاملون معها على أنها جرائم في حق الإنسان.. بل حتى الكوارث والحرائق والمحروقون وجثثهم تُعرض بدون عاطفة ورحمة وبلا احترام للموتى والمحروقين في القطارات والمنازل والبيوت، أو مراعاة لحقهم الإنساني.. كذلك تُرسَل وتُعمَّم بين الناس بكل فظاعة ولا مبالاة في حين أننا مسلمون أولى بنا الرحمة والحفاظ على تلك الحقوق الإنسانية.


نحن نفعل ذلك في حين أن هناك قوانين في الغرب لا تسمح بإذاعة وترويج تلك البشاعات، والانتهاك المجحف للحق الإنساني للميت، وللمشاهد البريء الذي تفاجئه تلك الفظاعات في أجهزته دون سابق إنذار.

لقد أصبحت لدى الكثير منا مناعة ضد تلك الفظاعات التي ترتكب في حق الإنسان فلا يتأثرون منها، ويفاخرون بالسبق في بثها؛ فمتى تعود لهم إنسانيتهم؟.

أخبار ذات صلة

«يا أخي الهلاليين لعيبة»!
الضحايا الصغار.. وغفلة الكبار
طريق الفيل: أثر «الأحلام» الخائبة (3-3)
جامعاتنا.. ونموذج أرامكو في التأثير المجتمعي
;
لا حج إلا أن يكون بأرضها!!
إسرائيل.. كلبٌ بأسنانٍ حديدية
ابنك النرجسيُّ.. مَن يصنعُهُ؟!
قرار حكيم.. «الآن تنطقون» ؟!
;
البدر الذي أحببناه...
مواردنا المائية.. وحتمية الإدارة المستدامة
السلع المقلدة.. خطر داهم يُهدد سلامتنا
فريقك!!
;
هيكل التمويل والنجاح
كُن واضحاً في ظهورك
داكــــــا
عندما شعرتُ أنَّني Homless..!!