اجعلوا فواتير الماء.. بأسماء النساء!

أَي دَارسٍ للاقتصَاد؛ يَعرف أَنَّ المَرأَة أَكثَر دِقَّةً فِي التَّرتيب، والتَّنظيم، والتَّخطيط مِن الرَّجُل، خَاصةً فِيمَا يَتعلَّق بالأمُور الاقتصَاديَّة. مِن هَذا المُنطَلَق، ومِن هَذا المَفهُوم، كَتبتُ قَبل أَيَّام نَاصيَةً؛ بمُناسَبةِ انطِلَاق «البرنَامج الوَطنِي لتَرشيد استهلَاك الميَاه»، أَقول فِيهَا: (أَقتَرح أَنْ تَكون فَاتورة المَاء باسم الزَّوجَة، لأَسبَابٍ عدّة، مِنهَا: قُدرتهَا العَالية عَلَى التَّدبير، وتَعامُلهَا المُبَاشِر مَع الميَاه؛ ومَع مَن يَستَخدمونَهَا بالمَنزل، وقُربهَا مِن شؤون الدَّار، واحتيَاجَاته المَائيَّة، الظَّاهِر مِنهَا والبَاطِن..!

دَعوني قَبل أَنْ أَدخُل فِي تَفَاصيل المَقَال؛ أَقول لَكُم: إنَّ أُمِّي «لولوة العجلان» -رَحمها الله- كَانَت تَتولَّى أمُور فَواتير المَاء والكَهربَاء، وكَانت إدَارة هَذين القِطَاعين؛ مِن الإدَارَات التَّابِعَة لوزَارة أُمِّي -رَحمهَا الله- ومَا ذَاك إلَّا لأَهميّة المَاء والكَهربَاء، فأَنتَ تَستَطيع أَنْ تَعيش مِن غَير شِعرٍ، ومِن غَير قَصَائِدَ، ومِن غَير تِلفَازٍ، ومِن غَير بُهَارَاتٍ، ومِن غَير شَطَّةٍ، ولَكنَّك لَا تَستَطيع أَنْ تَعيش مِن غَيرِ مَاءٍ، ولَا كَهرَبَاء..!


إنَّ هَذا المُقتَرَح -قَطعًا- سيُقدِّم لَنَا ثِمَاره العَاجِلَة والآَجِلَة، وقَد اقتَرَحتُ عَلَى مَجموعةٍ مِن الأَصدقَاء -مُنذُ زَمنٍٍ طَويل- تَنفيذ هَذه الفِكرة، وعِندَمَا نفَّذوها وَجدوا نَتَائِجهَا -كَمَا يَقولون فِي الإعلَانَات- «فَتَّاكَة فتَّاكَة فتَّاكَة»..!

إنَّ المَرأَة تُدرك أَهميّة المَاء؛ لأَنَّها تَتَعَامَل مَعه بشَكلٍ مُبَاشِر، وتُحبّه وتُقدِّره، وإذَا كَانَت الفَاتورة باسمهَا، فسيَكون الاهتمَام مُضَاعَفًا، والتَّرشيد مَضروبًا فِي اثنين؛ لِذَلك دَعونَا نُجرِّب هَذه السَّنَة -انطلاقًا مِن اليَوم العَالَمي للميَاه، الذي يُوافِق هَذا اليَوم- دَعونا نُجرِّب بأنْ تَكون فَوَاتير المَاء بأَسمَاء النِّسَاء، وبَعد سَنَة نَتنَاقَش، مَاذَا حَقَّقنا؟ وسنَسأَل شَركة الميَاه الوَطنيَّة المُوقَّرة، هَل حَصَل أَي تَوفير للميَاه؛ قِيَاسًا بالسَّنَةِ المَاضِيَة، أَو لَا..؟!


حَسنًا.. مَاذَا بَقي؟!

بَقَي القَول: إذَا أَردنَا أَنْ نَنجَح، فلنُعطِ الأمُور إلَى أَهلِهَا، وأَعتَقد أَنَّ المَرأَة لَم تُسمَّ رَبَّة المَنزل، أَو ربَّة الدَّار، أَو مُديرة المَكَان، إلَّا لأنَّهَا مَالِئةٌ لهَذا المَنصب.. لِذَا لَا نَقول: لنُمكِّن المَرأَة، بَل نَقول: لنُفعِّل دَورهَا فِي إدَارة شُؤون المَاء بالمَنزِل، وإذَا حَقَّقت النَّجَاح؛ فخَير وبَركَة، وهَذَا مَا نَتوقَّعه. وإذَا لَم يَتحقَّق النَّجَاح -لَا سَمح الله- فسنُعيد النَّظر فِي الأمُور، وأَنَا مُتأكِّد؛ أَنَّ هُنَاك خَللًا تَم؛ فِي غَفلةٍ مِن الفَوَاتير، والمُتعَامِلين مَعهَا..!!

أخبار ذات صلة

قتل طفل لحساب الدَّارك ويب!!
ألا يستحون؟!
الخلايا الجذعية والحبل الشوكي
أقمار من خشب!!
;
هُويتنا وقيمنا وأخلاقياتنا العربية والإسلامية.. في خطر
رجع الصدى
لا شيء في الضوضاء.. غير وجهك يا معطاني!
القمع من المهد إلى اللحد!!
;
رحم الله معالي الدكتور عبدالله المعطاني
التحريض على الفسق والفجور
أبلة زهرة.. ومدرسة «الفتاة»
العناية بالمواهب عبر التاريخ
;
أبناؤنا.. والإنترنت المظلمة!
ذاكرة المطوفات.. ‏إضاءات تاريخية مشرقة
مقرر الكتابة الوظيفية والإبداعية.. مهلًا!
محمد بن سلمان.. و «رؤية 2030»