الجنون الأمريكي إلى أين..!

أصبحت ملاحقة ما يحصل في أمريكا مهمة شاقة ومحيرة في هذه المرحلة لأن الإعلام منقسم والسلطات التشريعية منقسمة ومصابة بالتوهان والإدارة تلاحق وتتحدى ليس على المستوى المحلي بل على المستوى العالمي مع حلفائها التقليديين في أوروبا وفي مناطق أخرى من الكوكب الأرضي. منذ أن وضعت الحرب العالمية أوزارها والعالم يعتمد على أمريكا بصفتها الممول الأكبر والضامن للنظام العالمي الذي خطت بيدها وبحبرها كل أنظمته والمعاهدات الدولية التي إليها يحتكم العالم ويحل أزماته ويحتوي تداعياتها السلبية ويبني على الإيجابيات للنهوض بمشاريع تنموية وتقدم سريع ومستدام كل ما أمكن ذلك في معظم دول العالم. مارشل بلان في أوروبا لترميم حطام الحرب، معونات فنية وتحالفات ضامنة في بعض الحالات للأمن والاستقرار في بعض المناطق الساخنة مثل الشرق الأوسط وشبه القارة الهندية. بقيت القضية الفلسطينية التي احتكرت أمريكا ملفها عصية على الحلول بعد اتفاقية كامب ديفيد مع مصر ووادي عربة مع الأردن إلى أوسلو مع ياسر عرفات ورابين التي تؤكد جميعها على أن ما احتلته إسرائيل من الأراضي العربية في فلسطين ولبنان وسوريا غير شرعي وأن على المحتل الانسحاب وإعادة الأرض لأصحابها وطرحت مبادرة الملك عبدالله في مؤتمر بيروت وتبنتها الدول العربية، الانسحاب مقابل السلام والتطبيع مع الكيان الصهيوني، ولكن إسرائيل رفضتها وأمريكا أيدت الرفض رغم أن المبادرة تستند للقانون الدولي وقرارات مجلس الأمن ولكن الانحياز الأمريكي لم يكن يريد ذلك نزولًا عند رغبة إسرائيل وتجاهلًا لحقوق العرب المشروعة.

الإدارة الأمريكية الحالية اعترفت بالقدس عاصمة أبدية لإسرائيل وأخيرًا غرد ترمب بالاعتراف بحق إسرائيل في الجولان والسلطات التشريعية في أمريكا صامتة ومنشغلة بالصراع بينها وبين الرئيس ترامب وهي تعلم أن قرار القدس وأخيرًا الجولان مخالف للقانون الدولي وأمريكا ملزمة بنصوص تلك القوانين بصفتها طرفاً رئيسياً في تلك المعاهدات الدولية.


المشهد العالمي يعيش حالة من الفوضى والتصرفات الأمريكية تشجع تلك الفوضى ولا أحد يعلم إلى أين ستؤدي تلك التصرفات بالعالم!. أوروبا أيضًا في حالة تشتت بين الضغط الأمريكي وانسحاب بريطانيا من الاتحاد الأوروبي وروسيا بوتين تجد في حالة الانفلات الأمريكي فرصة لاستعادة دورها كلاعب قوي في السياسة الدولية بعد أن خسرت رابطة الاتحاد السوفيتي وسقوط جدار برلين وتوحيد ألمانيا..

الصين منشغلة بنهضتها الصناعية والمنافسة على المكان الأول اقتصاديًا وصناعيًا ولكن التفوق الأمريكي لازال يُقلق الجميع خاصة الاستخفاف بالقانون الدولي الذي تعتبر أمريكا عنصرًا جوهريًا في مصداقيته كضامن لإدارة شؤون العالم في السلم والحرب. وأخيرًا إن قراري القدس والجولان مؤخرًا يدقان مسمارًا عميقًا في نعش المصداقية الأمريكية ترقى إلى مستوى التمرد والانفلات لمزيد من التصعيد الذي قد يجر العالم لحرب كونية ثالثة بسبب الجنون الأمريكي.

أخبار ذات صلة

قتل طفل لحساب الدَّارك ويب!!
ألا يستحون؟!
الخلايا الجذعية والحبل الشوكي
أقمار من خشب!!
;
هُويتنا وقيمنا وأخلاقياتنا العربية والإسلامية.. في خطر
رجع الصدى
لا شيء في الضوضاء.. غير وجهك يا معطاني!
القمع من المهد إلى اللحد!!
;
رحم الله معالي الدكتور عبدالله المعطاني
التحريض على الفسق والفجور
أبلة زهرة.. ومدرسة «الفتاة»
العناية بالمواهب عبر التاريخ
;
أبناؤنا.. والإنترنت المظلمة!
ذاكرة المطوفات.. ‏إضاءات تاريخية مشرقة
مقرر الكتابة الوظيفية والإبداعية.. مهلًا!
محمد بن سلمان.. و «رؤية 2030»