حبزبوز..!!

رغم ما يعتقده البعض، ومنهم علماء اجتماع، من أن الشخصية العراقية جادة بطبيعتها بعيدة عن روح الفكاهة وتميل إلى التشاؤم والحزن والصرامة، فإن العراق شهد مولد كثير ممن يمكن تسميته بصحافة الهزل والسخرية.. ولعل أشهر وأهم تلك الصحف هي جريدة «حبزبوز»، وهي جريدة صدرت في العهد الملكي العراقي وقد أسسها الكاتب الصحفي العراقي نوري ثابت، وأخذ هذه التسمية الغريبة عن أحد أشقياء بغداد في تلك الفترة ويُدعى حبزبوز.

****


ورغم بداية الصحافة في العراق عام 1869، بولادة أول صحيفة عراقية هي جريدة الزوراء، ثم جريدة الموصل عام 1885، وجريدة البصرة عام 1889، إلا أن هذه الصحف لم تكن تنشر صورًا ناهيك عن الكاريكاتير.. وبالرغم أيضاً من صدور تسعين مجلة ومائتين وثلاث عشرة جريدة بين سياسية وأدبية وفكاهية ما بين عام 1908 وعام 1933، إلا أن جريدة «حبزبوز»، رغم صدورها المتأخر، إذ صدر العدد الأول منها في 29 أيلول 1931، انتشرت فور صدورها بشكل لم يعرفه تاريخ الصحافة العراقية.. وشنت «حبزبوز» حملات قاسية على البرلمان العراقي وقانون المطبوعات لعام 1931، وتحولت إلى مدرسة في الصحافة الساخرة حيث صدر منها 303 أعداد وآخر عدد صدر بتاريخ 5 يوليو 1938 وتوقفت بعدها لمرض صاحبها نوري ثابت والذي توفي 12 أكتوبر 1938.

****


يظل للعراقيين طبيعتهم الخاصة حتى في الفرح والمرح.. فما مر على العراق من مآسٍ ومحن ونكبات وويلات جراء الأمراض والأوبئة وأخطار الفيضانات.. طبع العراقي بطابع جاد لا يخلو من سمات الحزن والألم مما انعكس على أمثال الشعب وأقواله وأغانيه وأهازيجه حتى النكتة العراقية، اتصفت بالغصة المكبوتة والسخرية المريرة.

#نافذة:

كانت (حبزبوز) أول جريدة عراقية وظفت الرسوم الكاريكاتيرية فيما تنشره، ولاقت نجاحًا كبيرًا ورواجًا لم تسبقها إليه صحيفة أخرى بفضل إدخالها للكاريكاتير كمادة جديدة على الصحافة العراقية.. حتى عُدَّت جريدة الشعب الأولى بحق.

جميل الجبوري

أخبار ذات صلة

الإسعاف على الطريقة السعوديَّة..!!
الصين وكرة السلة
قراءة.. لإعادة هيكلة التعليم وتطويره في المملكة (2)
انحراف «المسيار» عن المسار!!
;
مشاهد غير واعية
جمعيات لإكرام الأحياء
هل أصبح ديننا مختطفًا؟!
حفر الباطن تحتفي بضيفها الكبير
;
كن غاليًا في الوطنيَّة
الدكتاتورية الناعمة !
القراءة الورقية.. وأختها الرقمية!!
هل بين الحفظ والتفكير تعارض؟
;
حكاية أشرقت.. فأنورت وأبدعت
دبلوماسيتنا العامة بين النظرية والتطبيق
البنات..!!
أملٌ.. يُضيء لنا الطريق