انتهزوا فرصة رمضان.. لتنمية الأذهان والأبدان

هَا هو رَمضَان، دَخلَ عَلينَا، ويَمرُّ مُسرِعاً، كَأنَّه لَيلَة أَو لَيلَتين.. مَرّ، ولَم يَبقَ مِنه إلَّا أَيَّامٍ مَعدُودَات، ومَع هَذا أَبدو سَعيداً -كعَادَتي-، فأَنَا بطَبيعَتِي مِن رُوَّاد السَّعَادَة، وفِي رَمضَان شَعرتُ أَنَّني أَسْعَد، وسأُخبركُم لِمَاذَا..؟!

ذَكَرتُ فِي مَقَالِ الأَمْس، أنَّني فِي هَذَا الرَّمضَان، حَددتُ لنَفسي مَنهَجًا صَارِمًا أَسيرُ عَليه، وأَنتُم تَعرِفُون أَنَّ المَنهَج اليَومي؛ عَمَلٌ مُتعِب، حَتَّى لَو كَان يَسيراً، ومَع هَذا، التَزَمتُ بِهِ عَلَى النَّحو التَّالِي:


أوَّلاً: التَزَمتُ بتَمَارين البَطن، بحَيثُ أَقوم بِهَا عِشرين مَرَّة؛ بَعد كُلِّ فَرضِ صَلَاة، وهَكَذَا بسَّطتُ المَسأَلَة، لأتَمَكَّن مِن تَأدية (100) حَرَكَة فِي اليَوم، دُون أَنْ أَشعُر بالتَّعَب أَو النِّسيَان..!

ثَانِياً: فِي مَسأَلة الإفطَار، اتَّبعَتُ مَنهَجًا صَارِماً، بحَيثُ أَضع أَمَامِي عَلَى المَائِدَة؛ كميَّاتٍ كَبيرَة مِن الميَاه والفَوَاكه، وثَلَاث حَبَّات مِن التَّمر، وبهَذا لَا يَجد الجُوع أَمَامه، إلَّا الأَليَاف الغِذَائيَّة والسَّوَائِل، لتَمتَلئ المَعدَة، والمَعدَة -بالمُنَاسبة- قَنوعَة طيّبة، قَابِلَة للامتلَاء بأَي شَيء، وقَد قَال أَهل مَكَّة -عَليهم سَحَائِب الرَّحمَة-: (مَلّيها خرُوق ترُوق). نَعم، املَأ المَعدَة بالسَّوَائِل، فإذَا جَاءَت الأَطعِمَة الدَّسمَة، وَجَدَت نَفسها ضَيفاً ثَقيلاً، غَير مُرحَّب بِهِ، لأنَّ قِطَار الجُوع فَاتهَا..!


ثَالِثاً: لقَد كثَّفتُ مِن تَنَاول الخَلّ والزَّبَادي، والبَقدونس وزيت الزَّيتُون عَلَى الإفطَار، ولَم أَعبَأ بكَلَام الأَطبَّاء، لإدرَاكي أَنَّ المَعدَة؛ مِثل مَقَاسَات النَّاس، لَا يُمكن أَنْ تَجد ثَوباً وَاحِداً يَصلُح للكُلّ، كَمَا أَنَّ مَا يَصلُح لمَعدة «عمرو»، قَد لَا يَصلُح لمَعدة «عرفج»..!

حَسناً.. مَاذَا بَقي؟!

بَقي القَول: لقَد اتَّبَعتُ هَذه الاسترَاتيجيَّة بكُلِّ صَرَامَة، و»فَرْمَتُّ» المَعدَة عَليهَا، وأَعتَقد أَنَّ رَمضَان أَفضَل الأَوقَات؛ لإعَادة تَشغيلهَا وصِيَانتهَا، وسَمكَرتهَا وإرَاحتهَا مِن الهَضم، والتِهَام الأَطعِمَة الثَّقيلَة، التي تُزيد الشّحُوم، وتُضَاعِف اللّحُوم..!!

أخبار ذات صلة

أمنية رونالدو ضدَّ الهلال!!
التقاعد «نعمة» إذا أحسن التمتع بمعطياتها
هندسة المرور
الأفراح بين التلوث السمعي وإسراف الطعام!!
;
مؤسسة «تكوين».. تصادر الفكر العربي وتعلن وصايتها عليه!
فلاتر سقراط للقضاء على الشائعات!!
تطوير إعلام الأمانات لمواكبة الرؤية
المدير الرقيق
;
المتحف الوطني للدبلوماسية السعودية
الطائرات.. أكثر وسائل النقل أماناً
ضيوف الرحمن.. بين الجهود الجبارة والمسؤولية المشتركة
شغّل مخك يا ....!!
;
الاعتراف.. والعلاقات الدبلوماسية
التَّملُّق..!!
لمن نكتب !؟
الدعاء.. سلاحٌ أغفلته الأمة