شهادة لوجه الله في رئيس برلمان الجزائر

سواء تم انتخابه أو تزكيته لرئاسة برلمان الجزائر ترضية للشارع الذي انحاز إليه أو للجنوب المهمش الذي ينتمي إليه. وسواء جاء بفعل التناقضات الدائرة داخل حزب جبهة التحرير أو بفعل توازنات سياسية أو جهوية مطلوبة، سيظل سليمان تشنين علامة فارقة في مسيرة برلمان الجزائر.

لقد جاء سليمان الذي عرفته زميلاً اعلامياً قديراً وسياسياً واعداً وعروبياً ثائراً وإسلامياً وسطياً معتدلاً ترجمة عملية واستجابة فطرية لنداء الحوار الوطني الذي تتمسك به الجزائر كلها وليس رموز في السلطة أو المعارضة.


أعرف كما يعرف سليمان تشنين أنها مرحلة غاية في الحساسية التي تعتمل في الجسد الجزائري كله، وأنها قد تنتهي قريباً وقريباً جداً لكن المهم في كل الأحوال أن يترك تشنين بصمته وألَّا يكتم شهادته مثلما فعل طوال مسيرته وكلفته الكثير والكثير.

هذا على المستوى العام، أما على المستوى الخاص فهذه شهادتي في الزميل العزيز والصديق النبيل أقدمها لوجه الله والوطن العربي الكبير.


لقد كان سليمان طوال الوقت على يسار أي حزب أو اتحاد أو حركة انتمى إليها.. فهو معارض مستقل منذ صباه حتى داخل حركة مجتمع السلم التي انسحب منها.. «لاحظ هنا أن الحركة انسحبت أثناء التصويت على تزكية سليمان».. وهو مدافع صلب عن الوطنية بالمفهوم الحقيقي والشامل للمصطلح وليس المبتذل.

كان سليمان حمامة سلام بين كل الأحزاب والتيارات والحركات، اليسارية منها والإسلامية بل الليبرالية منها والعلمانية.

ظل سليمان يؤمن بدور الرموز السياسية الكبرى التي ضحت وناضلت من أجل الجزائر والامتين العربية والإسلامية.

بقي على مسافة واحدة من الجميع ولم ينزلق في تجريح شخصي أو اساءة لمصلحة حزبية أو غرض أو منفعة شخصية.

كنت وكان معظم الصحفيين العرب والاجانب اذا طلبت مقابلة مع شخصية كبرى نصحوك بالاستعانة بسليمان.. واذا احتجت تحليلاً منصفاً أو رأياً محايداً نصحوك به.

لقد بقي سليمان تشنين قابضاً على دينه ووطنه متنازلاً عن بريق الشهرة حتى جاءت إليه من بوابة نقية سليمة لا مصلحية ملوثة.

لقد كان صريحاً وهو يدعو لدعم الحراك السلمي الذي أبهر العالم ولإعادة ثقة الشعب في مؤسساته.

تحية عربية لسليمان تشنين ولابنه الاول الذي احتفلنا به فوق سطح منزله، ولعله الآن يزأر في الشارع القريب من البرلمان «زيغود يوسف»، مطالباً مثل الملايين بجزائر عربية أبية وقوية وحرة ومستقلة.. فلينتبه الوالد وليواصل الابن مسيرته احتراماً للشهيد زيغود يوسف الذي سمى مبنى البرلمان باسمه ولكل قادة التحرر الوطني في الوطن العربي.

أخبار ذات صلة

اللا مركزية.. بين القصيبي والجزائري
الصناعة.. وفرص الاستثمار
ما الذي يفعله ذلك الزائر السري؟
نظرية الفاشلين!!
;
رؤية المملكة.. ترفع اقتصادها إلى التريليونات
أوقفوا توصيل الطلبات!!
نواصي #حسن_الظن
قتل طفل لحساب الدَّارك ويب!!
;
ألا يستحون؟!
الخلايا الجذعية والحبل الشوكي
أقمار من خشب!!
هُويتنا وقيمنا وأخلاقياتنا العربية والإسلامية.. في خطر
;
رجع الصدى
لا شيء في الضوضاء.. غير وجهك يا معطاني!
القمع من المهد إلى اللحد!!
رحم الله معالي الدكتور عبدالله المعطاني