المرونة.. تُجنِّبك الرعونة

المُبدِع لَه صِفَاتٌ كَثيرة، عَدَّدها بَعضهم، وأَوصلهَا إلَى أَكثَر مِن 100 صِفَة، ومِن الصَّعب فِي هَذه الزَّاويَة، أَنْ أَكتُب عَن كُلِّ هَذه الصِّفَات، لَكن دَعونَا نَذهَب إلَى المَنطِقَة الوَسَط، ونَتَّفق عَلَى أَنْ أَكتُب عَن أَهم الصِّفَات؛ بَين فَترةٍ وأُخرَى..!

واليَوم، سيَكون المَقَال عَن المرُونَة، وهِي الصِّفَة التي تَجعل الإنسَان؛ مَرِناً فِي التَّعَامُل مَع القَضَايَا، والمَسَائِل التي تُوَاجهه، لأنَّ الإنسَان اليَابِس، يُكسَر بسُرعَة، والرَّجُل الذي لَا يَمتلك قَدرًا مِن المُطَاوَعَة، والمرُونَة والتَّسَامُح، سيُعَاني كَثيراً، وحَتَّى نُعطي دَليلاً عَلَى المرُونَة، دَعونَا نَستَشهد بهَذهِ القصَّة، التي أَعلَم أَنَّ الكَثير مِن النَّاس؛ قَد لَا يَعرفون عَنهَا شَيئاً..!


تَقول الحِكَايَة: إنَّ الأخ «كونراد هيلتون»؛ كَان يَحلَم بأنْ يَستَثمر فِي بَنك، وجَعَلَ كُلّ أَحلَامه وهوَاجسه الرَّئيسيَّة، تََصبُّ فِي تَحقيق حُلمه، وهو امتلَاك مَصرف خَاص بِهِ، يَكسب مِن خِلَاله الثَّروَة، لذَلك انتَقَل إلَى تِكسَاس، حَيثُ العَمَل وصنَاعة النَّجَاح، حَامِلاً مَعه حُلمه الكَبير، وعِندَمَا أَرَاد النّزول فِي فُندق؛ بتِلك الولَايَة، لَم يَجد لَه مَكَاناً أَو مَأوَى يَأوي إليهِ، لأنَّ كُلّ الغُرَف كَانَت مَحجُوزَة..!

أَكثَر مِن ذَلك، كَانَت مُعَاملة أَصحَاب الفَنَادِق لَه؛ غَير لَبِقَة، فقَرَّر فِي تِلك الليلَة، أَنْ يَدخُل فِي مَجَال الاستثمَارَات الفُندقيَّة، فمَا كَان مِنه؛ إلَّا أَنْ جَمع المَبلَغ الذي وَفَّره، ثُمَّ اقتَرضَ مِن البَنك، ومن بَعض أَصدقَائه، واشترَى أوّل فُندق لَه فِي «سيسكو» بتكساس.. ولَم تَمضِِ أَكثَر مِن عَشر سَنوَات، حَتَّى كَانَ قَد اشتَرَى سَبع فَنَادِق؛ فِي هَذه الولَايَة نَفسهَا، تِلك الولَايَة التي رَفَضَت فَنَادقهَا؛ أَنْ تَستَقبله عِندَما أتَى إليهَا..!


نَعم، انتَقَل «هيلتون»؛ مِن ولَايةٍ إلَى ولَاية، ومِن مَدينةٍ إلَى مَدينة، كمُسَاوم ومُفاوض بَارع؛ فِي شِراء الفَنَادق، حَتَّى جَاء فِي نهَاية المَطَاف، واشتَرَى كَثيراً مِن فَنَادق الدَّرجَة الأُولَى بكَاليفورنيا، ونيويورك، وشيكاجو، وواشنطن، ومَا زَالت فَنَادق «هيلتون» فِي تَوسُّع مُستَمر، حَتَّى أَصبَحت تِلك الفَنَادق والسّلسلَة؛ التي لَا تَغيب عَنهَا الشَّمس..!

حَسنًا.. مَاذَا بَقي؟!

بَقي القَول: يَا قَوم، يُقال إنَّ «هيلتون» قَد حَقَّق النَّجَاح البَاهِر، حِينَ امتَلك المرُونَة، التي حَوَّلته مِن الاستثمَار فِي البنُوك والمَصَارف، إلَى الاستثمَار فِي الفَنَادِق والمُنتجَعَات..!!

أخبار ذات صلة

قتل طفل لحساب الدَّارك ويب!!
ألا يستحون؟!
الخلايا الجذعية والحبل الشوكي
أقمار من خشب!!
;
هُويتنا وقيمنا وأخلاقياتنا العربية والإسلامية.. في خطر
رجع الصدى
لا شيء في الضوضاء.. غير وجهك يا معطاني!
القمع من المهد إلى اللحد!!
;
رحم الله معالي الدكتور عبدالله المعطاني
التحريض على الفسق والفجور
أبلة زهرة.. ومدرسة «الفتاة»
العناية بالمواهب عبر التاريخ
;
أبناؤنا.. والإنترنت المظلمة!
ذاكرة المطوفات.. ‏إضاءات تاريخية مشرقة
مقرر الكتابة الوظيفية والإبداعية.. مهلًا!
محمد بن سلمان.. و «رؤية 2030»