انتخابات تونس التي لم تسرق أو تسلق ثورتها!!

تنطلق غداً الجولة الأولى لانتخابات الرئاسة في تونس تتويجاً لثورة لم تسرق ولم تسلق!

والحاصل أن الشعب التونسي الذي ثار كان من الفطنة والحكمة بحيث حافظ على ثورته، فلم تُسرق منه على يد الإسلاميين أو العلمانيين أو العسكريين أو غير ذلك من تسميات باتت تستخدم تارة للتخويف وأخرى للاستخفاف وثالثة للتخفيف!.


في الانتخابات الأولى جاء المنصف المرزوقي وأخذ فرصته وفشل ومضى. ثم جاء السبسي وقاد السفينة ومضى لبارئه. ومن ثم لم تتعرض الثورة كذلك للسلق!

لقد مضى كل شيء في تونس باتساق بل باتفاق رغم ما يصدر بين الحين والآخر من بيانات وهتافات وشعارات..


المدهش في انتخابات الرئاسة التونسية هذه المرة أنها ستكون كاشفة لحجم القوى الشعبية الحقيقية. وفي ذلك يكفي أن تعلم أن قائمة المرشحين تضم سيدتين.. أولاهما وهي سلمى اللومي ترفض وجود «الإسلام السياسي» الذي أتى به «الربيع التونسي» و»ثورة الياسمين» على الساحة؛ مؤكدة أن ذلك يجسد رغبة شعبية، والأخرى لا ترفض التيار الإسلامي فقط وإنما الثورة التي أتت به والربيع الذي جاء بهما والدستور التأسيسي الذي يستظل به الشعب!، إنها تعتبر ذلك اليوم يوماً أغبرَ في تاريخ تونس!.

لقد استوعب الجميع الدرس ومضى يعد أصابعه بعد كل سلام، ويراجع مفرداته بعد كل كلام، مخافة أن يظهر طرف ثالث أو رابع أو خامس فيسرق الثورة.

الآن ومع تفتيش الجيوب والعقول، وجرد الكلام المعقول واللامعقول بات في تونس شعب ذاق أو يكاد حلاوة الانتصار.. الانتصار للقيم الديمقراطية وللأجيال الطالعة.

الآن بات خطب ود الشعب غاية في الصعوبة، ومن ثم بات تحقيق رغباته وطموحاته مهراً جديداً ومتجدداً للثورة.

لقد وصل عدد خُطَّاب ود الشعب التونسي الى أكثر من ٢٠ مرشحاً حراً باستثناء واحد مازال حبيساً خلف القضبان بتهمة تبييض الأموال وهو نبيل قروي رئيس قناة نسمة الخاصة.

ومع كثرة المرشحين الأقوياء والمتوسطين «شعبياً» تصبح الإعادة واردة وقادمة خاصة بين يوسف الشاهد وعبد الفتاح مورو.

ورغم أن الشاهد أثبت إمكانية وصوله الى كرسي الرئاسة بحكم مهاراته المكتسبة في معظمها من الرئيس الراحل، فإن مورو، تمكن بشكل أو بآخر من تغيير الصورة الذهنية عن «التيار الإسلامي» الذي يمثله معتمداً في ذلك ليس على قواعد حزب النهضة وإرثها وانما على فصاحته وطلاقته واستخدامه مفردات عامية وأمثال شعبية قريبة من الشارع التونسي.

تنتهي الانتخابات من الجولة الأولى غداً أو الثانية في نوفمبر المقبل.. يسقط من يسقط ويفوز من يفوز، المهم ألا تسقط رغبة الشعب في تونس حرة وديمقراطية ومستقرة.. وعربية!.

أخبار ذات صلة

قتل طفل لحساب الدَّارك ويب!!
ألا يستحون؟!
الخلايا الجذعية والحبل الشوكي
أقمار من خشب!!
;
هُويتنا وقيمنا وأخلاقياتنا العربية والإسلامية.. في خطر
رجع الصدى
لا شيء في الضوضاء.. غير وجهك يا معطاني!
القمع من المهد إلى اللحد!!
;
رحم الله معالي الدكتور عبدالله المعطاني
التحريض على الفسق والفجور
أبلة زهرة.. ومدرسة «الفتاة»
العناية بالمواهب عبر التاريخ
;
أبناؤنا.. والإنترنت المظلمة!
ذاكرة المطوفات.. ‏إضاءات تاريخية مشرقة
مقرر الكتابة الوظيفية والإبداعية.. مهلًا!
محمد بن سلمان.. و «رؤية 2030»