ارسم حدود شخصيتك!

· لا شك في أن أضعف الشخصيات هي تلك التي لا مبادئ ولا حدود ولا قيم لها. هذا النوع قد يكون محبوباً من بعض المحيطين به؛ لسهولة التعامل معه، لكنه بالتأكيد لا يحظى بالاحترام ولا بالمصداقية، فضلاً عن عدم الاعتماد عليه.

· الحدود الأخلاقية أو (المبادئ) هي خليط معرفي متجانس من العقيدة والتعليم والتربية والأخلاق والثقافة التي يكتسبها الشخص من بيئته ومن تعليمه الذاتي.. هذا المزيج هو من يرسم ويحدد شخصية الإنسان ويشكل حدوده الشخصية ويضبط سيره في الحياة.. وبقدر (كم) و(كيف) و (التزام) الشخص به، يكون التفرد والاستقلالية والتميز.


· من المهم أن يكون لكل إنسان خليطه المعرفي والأخلاقي الخاص، وحدوده الشخصية الواضحة، بشرط أن تقوم على فضائل الأمانة والصدق والنزاهة.. نحن مطالبون برسم هذه الخطوط الحمراء كي نحدد مساراتنا في الحياة. لا يعني هذا أن تكون مبادئنا (تابوهات) جامدة لا تتغير وغير قابلة للمراجعة.. لكن المراجعة يجب أن تكون بنفس منهجية الاقتناع، بعيداً عن الأهواء والمصالح الشخصية والمجاملات.

· من أجمل وأطرف القصص الرمزية قصة الديك الذي كان يؤذن عند فجر كل يوم قبل أن يأتيه صاحبه ذات يوم ويقول له: لا تؤذِّن مجدداً وإلا نتَّفتُ ريشك.. خاف الديك وقال في نفسه الضرورات تبيح المحظورات ومن السياسة الشرعية أن أتنازل حفاظاً على نفسي، فهناك ديوك كثر تؤذن وتقوم بالواجب بدلاً عني.. وبالفعل توقف الديك عن الأذان، لكن صاحبه أتى إليه بعد أسبوع وقال له: إن لم (تكاكي) كالدجاجات نتَّفتُ ريشك!.. تنازل الديك للمرة الثانية وأصبح (يكاكي)على مضض، لكنه لم يسلم فبعد شهر أتاه صاحبه قائلاً: إن لم تبضْ كالدجاجات ذبحتك وأكلتك غداً، عندها بكى الديك وقال : ليتني متُّ وأنا أؤذن!.


· كلما شعرت بالقناعة بمبادئك وأخلاقياتك كلما ازداد شعورك بالأمان أكثر، وتراجعت قدرة الآخرين في التأثير عليك.. أحياناً تدفعنا المجاملة إلى عدم التنبه الى أننا نتنازل تدريجيًا عن مبادئنا وقيمنا، ونتحول الى (جدار قصير) يقفز عليه الجميع. إن احترامنا الذاتي لمبادئنا وحدودنا هو أمر استراتيجي.. فلا يمكن أن تنال احترام الآخرين ما لم تحترم ذاتك وتقدرها أولاً.. وهذا لا يتحقق إلا برسم حدود صادقة لنفسك وماهيتك، والحزم في تطبيقها.

· إن رسمك لهذه الحدود يعني خلاصك من الخوف من الآخرين، ومعرفة ما يمكن قبوله وما لا يمكن قبوله. كما يمكّنك من التصدي لكل محاولات الابتزاز العاطفي والمراوغة والخداع.. فمن لا يستند على مبادئ وحدود واضحة يصبح عرضة للانجراف مع مبادئ الآخرين وأهوائهم ومصالحهم، ولمغريات الحياة الكثيرة، وقد يدفعه هوس إرضاء الآخرين إلى الإنجراف خلفهم كورقة في مهب الريح لا تلوي على شيء!

· أفضل العلم هو علمك بحدودك.. وأفضل المعرفة هي معرفتك بحقوقك.

أخبار ذات صلة

هل التجنيد العسكري هو الحل؟
حصاد الخميس..!!
أهالي شدا الأعلى والتعاون المثمر
خيارات المسيَّر: ملكوت الشعر وجنونه
;
علامات بيولوجية جديدة للكشف عن السرطان
معيار الجسد الواحد
قراءة.. لإعادة هيكلة التعليم وتطويره في بلادنا
دراسة الرياضيات
;
«يا أخي الهلاليين لعيبة»!
الضحايا الصغار.. وغفلة الكبار
طريق الفيل: أثر «الأحلام» الخائبة (3-3)
جامعاتنا.. ونموذج أرامكو في التأثير المجتمعي
;
لا حج إلا أن يكون بأرضها!!
إسرائيل.. كلبٌ بأسنانٍ حديدية
ابنك النرجسيُّ.. مَن يصنعُهُ؟!
قرار حكيم.. «الآن تنطقون» ؟!