لبنان والنظام الذي يريد إسقاط الشعب!

في رد فعل سريع على كلمة الرئيس اللبناني قال المتظاهرون إنه لم يتحدث بلغة الشعب!

كنت أتابع كلمة الرئيس التي جاءت في قمة الوداعة، مثل كلمة رئيس الحكومة التي جاءت في غاية الصراحة، ومثل كلمة رئيس مجلس النواب التي جاءت في قمة اللطافة، ناهيك عن كلمات العديد من الزعامات اللبنانية الحالية والسابقة التي جاءت في غاية التواضع!.


إن نظرة واحدة أو عودة سريعة لكلمات هؤلاء جميعاً ليس العام الماضي وإنما الشهر الماضي ستضعك مباشرة أمام حجم الغرور والغطرسة والتكبر!

عد الي أي كلمة للوزير جبران باسيلي أو أي وزير آخر وسترى كيف كانوا يتعاملون مع الشعب تارة وكأنه مجموعات من الأطفال وأخرى وكأنه شرائح من الأجراء!.


تابع معي الآن حجم التمحكات في المطالب الشعبية الواردة على ألسنة القادة.. أحدهم قال إنه أول من طالب بها، وآخر قال إنه كان يتبناها من قبل أن ينطق الشعب بها، وثالث قال إنه حذر كثيراً من عدم سماعها، وهناك من قال إنه الذي صاغها!.

ارصد طريقة تفسيرهم للنداء الشعبي "كلن يعني كلن"! هذا يتحدث وكأنه الاستثناء، وذاك على الطريقة المصرية "عامل من بنها" وهناك من يرددها مع الشعب وكأنه واحد منهم لا من عتاة السلطة!.

القادة الطائفيون الذين تسيل تصريحاتهم ومواقفهم طائفية راحوا يعلنون أنهم ضدها، والشعوبيون راحوا يؤكدون عروبة لبنان، والمدججون بالجماعات المذهبية في الداخل والخارج راحوا يرفعون شعارات لبنان الواحد!.

محاربة الفساد .. تلك العبارة التي اشتكت من فرط انتهاكها باتت على كل لسان من ألسنة القادة وكأن المفسد هو الشعب! وإعادة الأموال المنهوبة باتت شعاراً لهم وكأن الناهب كان هو الشعب، ومحاربة الطائفية وكأن الطائفي هو الشعب!

التحذير من عبارة الشعب يريد إسقاط النظام، باتت تجمع فرقاء الأمس من رجال السلطة، ليس خوفاً على لبنان وإنما خوفاً على الإطار الذي جعل هذا يعربد بداعي المقاومة، وذاك يهدد بداعي الهوية.. لقد كادوا يردون بهتاف آخر يقول: النظام يريد إسقاط الشعب!

والحاصل باختصار أن الشعب رأى حجم الكذب والزبد.. ورأى الذئاب يروغون بين الثعالب.. ولأن ذلك كذلك فلا شيء يجدي سواه.. سوى الشعب.. يلفظ الطائفية وينشب في رئة الطائفيين والفاسدين والمهربين المخالب!

لقد بات من الوضح أن الشعور بالعزة والكرامة فضلاً عن الشعور بالانخداع، كما تشهد الساحات اللبنانية آخذ في الاتساع.. ومن ثم فسوف يستمر اللبنانيون يمدون أياديهم للشموس .. ويحتلبون الشعاع.

أخبار ذات صلة

هل التجنيد العسكري هو الحل؟
حصاد الخميس..!!
أهالي شدا الأعلى والتعاون المثمر
خيارات المسيَّر: ملكوت الشعر وجنونه
;
علامات بيولوجية جديدة للكشف عن السرطان
معيار الجسد الواحد
قراءة.. لإعادة هيكلة التعليم وتطويره في بلادنا
دراسة الرياضيات
;
«يا أخي الهلاليين لعيبة»!
الضحايا الصغار.. وغفلة الكبار
طريق الفيل: أثر «الأحلام» الخائبة (3-3)
جامعاتنا.. ونموذج أرامكو في التأثير المجتمعي
;
لا حج إلا أن يكون بأرضها!!
إسرائيل.. كلبٌ بأسنانٍ حديدية
ابنك النرجسيُّ.. مَن يصنعُهُ؟!
قرار حكيم.. «الآن تنطقون» ؟!