الأعمال المنزلية.. من الرياضات الذكية

هُنَاك سُؤال أَطرَحه دَائِماً عَلَى نَفسِي، وهو: لِمَاذَا لَا نَعتبر الأَعمَال المَنزليَّة، و»تَرفيع» الغُرَف -كَمَا يَقُولُون-، وصيَانة المَطبَخ، وإعدَاد الطَّعَام، جُزءاً مِن الرِّيَاضَة..؟!

هَذا السُّؤَال بَحثتُ عَن إجَابته؛ لمُدّة رُبع قَرن، ولَم أَجِد الإجَابَة إلَّا فِي 2007، حِينَ نَشَرَت جَامعة هارفرد عَبر مَجلّتها Psychological Science دِرَاسَة، تَتبَّعت صحّة 84 امرَأة، يَعملن كعَامِلَات نَظَافَة فِي سَبعةِ فَنَادق، ووَجَدَت أَنَّ العَامِلَات اللَّواتي يَنظُرنَ إلَى عَملهنّ؛ بوَصفهِ تَمريناً وتَدريباً بَدنيًّا، قَد جَنَيْنَ فَوائِد صحيَّة كَبيرَة..!


لقَد قَامَت الدِّرَاسَة بتَقسيم العَامِلَات إلَى قِسمين، القِسم الأوَّل: هُنَّ العَامِلَات اللَّوَاتي يَذْهَبن إلَى عَملِهنَّ كالمُعتَاد، ويَنظُرنَ إلَى عَملهنّ كرُوتين يَومي، يَسدُّ حَاجتهنَّ مِن المَال.. أمَّا القِسم الثَّاني: فهُنَّ النِّسَاء اللَّوَاتي يَنظُرنَ إلَى عَملهنَّ، كتَمرين رِيَاضي، وكمُحفِّز لتَخفيض الوَزن، وضَغط الدَّم، وإذَابة الدّهُون، وكمُؤشِّر إلَى نِسبة الخَصْر إلَى الوِرك، ومُؤشِّر أيضاً إلَى كُتلة الجِسم..!

وبَعد أَربَعة أَسَابيع مِن المُرَاقَبَة والمُلَاحَظَة، اتّضح أَنَّ اللَّوَاتي كُنّ يَنظُرنَ إلَى عَملِهنَّ كتَدريب، قَد تَحسَّنت صحّتهنَّ، وانخَفضَ وَزنهنَّ، وأَصبَحْنَ صَديقَات للرَّشَاقَة واللِّيَاقَة العَالية..!


وخَلُصت المجلّة إلَى القَول، بأنَّ هَذه الدِّرَاسَة تُظهر كَيف يُمكن لتَوجُّهات المَرء ونَوَايَاه؛ أَنْ تُؤثِّر عَلَى صحّته البَدنيَّة بعُمقٍ.. وفِي النِّهَاية تَقول المجلَّة: (إذَا كَان رُوتينك اليَومي يَجعلك تَتحرَّك كَثيراً، فابدَأ بالنَّظر إليهِ بوَصفهِ تَدريباً وتَمريناً، وسيَكون هَذا كَافياً لتَحقيق أَهدَافك فِي الرِّيَاضَة واللِّيَاقَة)..!

حَسنًا.. مَاذَا بَقي؟!

بَقي القَول: يَا قَوم، لَعلَّنا نُخفِّف مِن الرَّكض فِي الشَّوَارع، والمَشي فِي المَمَاشِي، التي تَنتَشر فِي كُلِّ مَكان، ولنُوجِّه حَركتنَا ورَغبتنَا فِي الرِّيَاضَة؛ إلَى تَرتيب المَنزِل، أَو تَصفيف الكُتب، أَو «تَسبيع المَواعين»، وغَسْل النَّحَاس، خَاصَّةً وأنَّني أَعرف نِسَاءً؛ لَا يَقمْنَ بأَي شَيء فِي المَنزل، سوَى إصدَار الأَوَّامِر للشَّغَّالَة، بأَن تُحضر الرِّيموت كُنترول، وأَعرف مِن الرِّجَال مَن لَا يَعمل شَيئاً فِي المَنزل؛ سوَى إصدَار التَّأوّهَات والتَّذمُّرات، لأنَّ الطَّعَام قَد تَأخَّر..!!

أخبار ذات صلة

قتل طفل لحساب الدَّارك ويب!!
ألا يستحون؟!
الخلايا الجذعية والحبل الشوكي
أقمار من خشب!!
;
هُويتنا وقيمنا وأخلاقياتنا العربية والإسلامية.. في خطر
رجع الصدى
لا شيء في الضوضاء.. غير وجهك يا معطاني!
القمع من المهد إلى اللحد!!
;
رحم الله معالي الدكتور عبدالله المعطاني
التحريض على الفسق والفجور
أبلة زهرة.. ومدرسة «الفتاة»
العناية بالمواهب عبر التاريخ
;
أبناؤنا.. والإنترنت المظلمة!
ذاكرة المطوفات.. ‏إضاءات تاريخية مشرقة
مقرر الكتابة الوظيفية والإبداعية.. مهلًا!
محمد بن سلمان.. و «رؤية 2030»