يوميات في الحُبِّ.. لا تصرع اللُّب!!

رَغم عَذَابَات العُشَّاق والمُحبِّين، إلَّا أَنَّ التَّفَاؤل سِمَة غَالِبَة لَديهم، فهُم يَستَمدّون طَاقة الاستمرَار مِن أَملٍ؛ قَد يَكون قَريباً أَو بَعيداً، لَكن وِصَال المَحبُوب -فِي وِجدَانهم- لَا يَكون مُستَحيلاً، مَهمَا كَانَت المَسَافَات بَعيدَة، لِذَلك تُثَابر هَذه اليَوميَّات، فِي تَتبُّع خَبَايَا وحِكَايَات المُحبِّين والعَاشِقين، طَالَمَا أَنَّها تَجد وَاحَة تَستَريح فِيهَا؛ بَين كُلّ جَزيرتيْن:

(الأحد): طَريق الحُب طَويل يَستَهلك السَّنوَات، فبَين دُرُوب الهَوَى؛ مَسَافَات، وفِي ذَلك يَقول الشَّاعر «نزار قبّاني»:


عشْرُونَ عَاماً يَا دُرُوبَ الهَوَى

وَلَمْ نَزَلْ فِي الصَّفْحَةِِ الأُولى !!


(الاثنين): الصَّدَاقَة والحُب لَا يَخدمَان بَعضهمَا، ولَيسَا مُتسَاويَين فِي التَّبادُل التُّجَاري، لأنَّ الصَّدَاقَة قَد تُؤدِّي إلَى الحُبِّ، ولَكن الحُبّ لَا يُمكن أَنْ يَتحوَّل إلَى صَدَاقَة، وفِي ذَلك يَقول أَحَد الحُكمَاء: (يَغزونَا الحُب مِن نَافذة الصَّدَاقَة أَحيَاناً)..!

(الثلاثاء): الحُب والكرَاهية لَهمَا وَظَائِف كَثيرَة، ولَكن الأَديب «إيبا إزرا» اختَصَر لَنَا أَهم وَظيفتيْن لَهمَا، حَيثُ يَقول: (الحُب يَلهينَا عَن الأَخطَاء، أَمَّا الكَرَاهية فتَعمينا عَن الحَقَائِق)..!

(الأربعاء): يَعتَقد النَّاس أَنَّ الحُب؛ عِبَارَة عَن طَريق وَردِي، فِيهِ يَنَابيع مِن العَسَل، ومَا عَلِمُوا أَنَّ الحُب الحَقيقي خِلَاف ذَلك، حَيثُ يَقول الأَديب «شكسبير»: (طَريق الحُب الحَقيقي؛ لَا يَكون سَهلاً أَبداً)..!

(الخميس): مِن أَبرَز وَظَائِف الحُب؛ أنَّه يُعطينَا الدَّافعيَّة للحيَاة والاستمرَار فِيهَا، بَل إنَّه يَزيد مِن كميّة نَقَائِنَا، عَلَى عَكس الكَراهية، وفِي ذَلك يَقول الأَديب «جون كيتس»: (الحُب استمرَاريَةٌ ونَقَاء، والكَراهية مَوتٌ وشَقَاء)..!

(الجمعة): العِلم يَتعَامَل مَع العَقل والذَّكَاء، أَمَّا الحُب فيَتعَامل مَع المَشَاعِر والخيَال، وإذَا انتَصر الحُب، فهو يَنتَصر عَلَى العَقل، وفِي ذَلك يَقول الأَديب «هنري لويس هينكن»: (الحُب هو انتصَار الخَيَال عَلَى الذَّكَاء)..!

(السبت): الحُب حَاجَة أَسَاسيَّة للإنسَان، وضَرورَة مِن ضَرورَات حَيَاته، وأَظنُّ -ولَيس كُلّ الظَّن إِثماً- أَنَّ الإنسَان لَو لَم يَجد الحُبّ عَلَى الأَرض، لاختَرعه، وقَد صَاد هَذا المَعنَى الشَّاعِر الكَبير «نزار قبَّاني» حِينَ قَال:

الحُبُّ في الأرْضِ بَعْضٌ مِنْ تَخَيُّلِنَا

لَوْ لَمْ نَجِدْهُ عَلَيْهَا لاخْتَرَعْنَاهُ !!

أخبار ذات صلة

قتل طفل لحساب الدَّارك ويب!!
ألا يستحون؟!
الخلايا الجذعية والحبل الشوكي
أقمار من خشب!!
;
هُويتنا وقيمنا وأخلاقياتنا العربية والإسلامية.. في خطر
رجع الصدى
لا شيء في الضوضاء.. غير وجهك يا معطاني!
القمع من المهد إلى اللحد!!
;
رحم الله معالي الدكتور عبدالله المعطاني
التحريض على الفسق والفجور
أبلة زهرة.. ومدرسة «الفتاة»
العناية بالمواهب عبر التاريخ
;
أبناؤنا.. والإنترنت المظلمة!
ذاكرة المطوفات.. ‏إضاءات تاريخية مشرقة
مقرر الكتابة الوظيفية والإبداعية.. مهلًا!
محمد بن سلمان.. و «رؤية 2030»