الإحسان.. في ممارسة الامتنان

للإنسَان دَائِمًا نَظرَة عَامَّة لحيَاتهِ، تُحدِّد الكَثير مِن مَجريَاتِ يَومه، حَتَّى أنَّ نَظرته هَذه قَد تَبدو عَلَى مُحيَاه، ‏فالجَميع مُنقَسِمُون بَين الرِّضَا وعَدَم الرِّضا مِن حيَاتهم، والرَّاضُون يَتفَاوَتون دَرجَات..!

مُمَارَسة الرِّضَا أَو الامتنَان يَوميًّا، ستُغيِّر فِي أَنفُسِنَا الكَثير، فمَهمَا حَصَلَت كَوَارث أَو مُنغّصَات فِي يَومِك، حَاول استرجَاع النِّعم التي مَا زِلتَ تَحظَى بِهَا. وعِندَما يَضيقُ بِكَ الحَال، وتَبدَأ السَّخط، وتَنقَاد للمَشَاعِر السَّلبيَّة، حَاول تَذكُّر ثَلاثة أَحدَاث مُبهِجَاتٍ، ولَو كَانَت بَسيطَة.. مَثلاً ‏فكِّر فِي وَجبتك المُفضَّلة التي تَنتَظرك، أَو فِي ابتسَامة أَهدَاها إليكَ عَابِر غَريب فِي الشَّارِع -حَيثُ إنَّ الابتسَامة؛ مِن أَعظَم هَدَايَا الإنسَان لأَخيهِ الإنسَان- أَو حَتَّى فكِّر فِي جَمَال الطَّقس..!


اعتيَاد الامتنَان نَحو جَميع مَا حَولك؛ سيَجلب المَزيد مِن مَشَاعر السّرُور والمَحبَّة، والاستمتَاع برَغدِ العَيش، كَمَا سيَمنَحك رَاحَة جَسديَّة ونَفسيَّة، ويَبعَث الاطمِئنَان فِي قَلبِك..!

حَاول مُمَارَسة الامتنَان، حَتَّى عَلَى مَجريَاتِ يَومك السَّلبيَّة، كَي تُقلِّل مِن تَأثيرهَا السَّيىء عَليك، فمَثلاً لَو بَلَّل المَطَر ثِيَابَك، وأَفسَد أَنَاقَتَك اليَوميَّة، تَذكَّر أنَّه سيَسقِي نَبَاتَات حَديقتك.. ولَو شَعرتَ بالجوع، ولَم تَجِد وَجبَة تُحبّها، تَذكَّر بأنَّك لَا تُعَاني مِن مَرضٍ مَا؛ يَمنَعك مِن جَميع أَصنَاف الطَّعَام.. فالشّعُور بالامتنَان، وتَفَادِي السَّخط، أَنتَ الوَحيد القَادِر عَلى صُنعهِ لأَجلِك، فهو نَابِع مِن دَاخِلكَ..!


حَسنًا.. مَاذَا بَقي؟!

بَقَي القَول: تَعلَّمنا فِي الأَقوَال المَأثُورَة: «أنَّ مَن أُعْطِي الرِّضَا فقَد كُفِي»، لِذَا؛ أَدعو دَائمًا كُلّ صَبَاحٍ بهَذا الدُّعَاء المَأثُور: (اللَّهُمَّ إنِّي أَسأَلك نَفسًا مُطمئنةً، تُؤمِن بلقَائِك، وتَرضَى بقَضَائِك، وتَقنَع بعَطَائِك).. مَارِسوا الرِّضَا والامتنَان، تَزِد النِّعَم التي تُرضيكم..!!

أخبار ذات صلة

قتل طفل لحساب الدَّارك ويب!!
ألا يستحون؟!
الخلايا الجذعية والحبل الشوكي
أقمار من خشب!!
;
هُويتنا وقيمنا وأخلاقياتنا العربية والإسلامية.. في خطر
رجع الصدى
لا شيء في الضوضاء.. غير وجهك يا معطاني!
القمع من المهد إلى اللحد!!
;
رحم الله معالي الدكتور عبدالله المعطاني
التحريض على الفسق والفجور
أبلة زهرة.. ومدرسة «الفتاة»
العناية بالمواهب عبر التاريخ
;
أبناؤنا.. والإنترنت المظلمة!
ذاكرة المطوفات.. ‏إضاءات تاريخية مشرقة
مقرر الكتابة الوظيفية والإبداعية.. مهلًا!
محمد بن سلمان.. و «رؤية 2030»