القول الراجح.. في التفريق بين أشقاء التسامح!

‏عَالَم التَّسَامُح مُمتَد الأَطرَاف، فأَينَمَا بَحَثْتَ؛ وَجَدْتَ أَضعَاف مَا تَوقَّعتَ إيجَاده، وهَذا إنْ دَلَّ عَلَى شَيءٍ، فإنَّما يَدلُّ عَلَى جَودة اللُّغَة العَربيَّة أَوَّلاً، ثُمَّ كَون التَّسَامُح فَضيلَة معطَاءَة ثَانيًا..!

‏فعَادَةً، الأَلفَاظ المُتقَاربة تُسَانِد بَعضهَا، ولَكن الأَلفَاظ «المُقَاربَة التَّسَامُح»؛ تَستَقلُّ فِي مَعَانِيهَا، وتَختَلف مِن حَيثُ القُوَّة، فأَوّلهَا الصَّفح، المَأخوذ مِن صَفحةِ الوَجه، والمَقصُود بِهِ: الإعرَاض بصَفحة الوَجه عَمَّا كَان، أَي تَرك المُؤَاخَذَة، وهو أَبلَغ مِن العَفو..!


والمَغفِرَةُ تَلي الصَّفح، حَيثُ أَصلهَا التَّغطيَة والسَّتر، أَي سَتْر القَبيح الصَّادِر. أَيضًا الإحسَان لَفظ «مُقَارب التَّسامح»، وهو بَذل المَنَافِع فِي جَميع المُعَامَلَات، ثُمَّ العَفو المُتعَارَف عِندَ النَّاس، ويَعني المَحو، أَي مَحو الخَطَأ، وتَرْك العِقَاب، ثُمَّ التَّوبَة، ومَعنَاها الرّجُوع، أَي الرّجُوع مِن الذَّنب، وتَابَ عَليه، أَي عَادَ عَليهِ بالمَغفِرَة، والتَّوبَة تَتَضمَّن النَّدَم مِن المُذنِب، والرَّحمَة مِمَّن أُذنِبَ فِي حَقِّهِ. ويُعدُّ البِر مِن الأَلفَاظ «المُتصَّلِة بالتَّسَامُح»، ومَعنَاه التَّوسُع فِي فِعل الخَير، وتَزكية النَّفس، وإسدَاء المَعرُوف، ومِن المَعرُوف عَن المُتسَامِحين كَظْم الغَيظ، وهو حَبس الشّيء عَن امتلَائهِ، أَي إمسَاك مَا فِي النَّفس، وهو مِن الأَخلَاق الحَميدَة، التي تَتطلَّب قوّةً وصَبرًا..!

والصَّبر مُتعلِّق بالتَّسَامُح إلَى حَدٍّ كَبير، وهو خُلق مَن فَاضِل الأَخلَاق، يَمتَنع بِهِ النَّاس؛ عَن فِعل مَا لَا يُحسَن..!


هَذه بَعض الأَلفَاظ «المُقَاربَة التَّسَامُح»، ومَازَال البَحْث فِي عَالَم التَّسَامُح مُستمرًّا..!

حَسنًا.. مَاذَا بَقي؟!

بَقي القَول: «أَشقَّاء التَّسَامُح» كُثر، يَتدرَّجون فِي قُوَّتِهم، وكُلٌّ مِنهم يَتطلَّب قُوَّةً خَاصَّة، والكَثير مِن العَزْم والصَّبْر..!!

أخبار ذات صلة

اللا مركزية.. بين القصيبي والجزائري
الصناعة.. وفرص الاستثمار
ما الذي يفعله ذلك الزائر السري؟
نظرية الفاشلين!!
;
رؤية المملكة.. ترفع اقتصادها إلى التريليونات
أوقفوا توصيل الطلبات!!
نواصي #حسن_الظن
قتل طفل لحساب الدَّارك ويب!!
;
ألا يستحون؟!
الخلايا الجذعية والحبل الشوكي
أقمار من خشب!!
هُويتنا وقيمنا وأخلاقياتنا العربية والإسلامية.. في خطر
;
رجع الصدى
لا شيء في الضوضاء.. غير وجهك يا معطاني!
القمع من المهد إلى اللحد!!
رحم الله معالي الدكتور عبدالله المعطاني