تحويل الخسائر لأرباح.. من أسرار النجاح!

يُنْظَر غَالِبًا للفَشَل والعَقبَات؛ بطَريقةٍ سَلبيَّة وقَاتِمَة، وأَتفَاجَأ مِن الأَشخَاص؛ الذين يَضعُون بأَيدِيهم حَدًّا لطمُوحَاتِهم، ويُقرِّرون الكَف عَن المُحَاوَلَة؛ عِندَمَا لَا تَجري الرِّيَاح كَمَا تَشتَهي أَشرعتهم. ولَكن حِينَمَا نَطَّلعُ عَلَى كُتب التَّنميَّة البَشريَّة، وكُتب التَّاريخ، نَجد أَنَّ تَجارب النَّاجحين، هي دَليلٌ عَلَى أَنَّ التَّعَامُل مَع المُشكِلَات؛ هو مفتَاح الحَل، وسَبيل العبُور..!

المُتفوِّقُون فِي هَذه الحيَاة، يُجيدون اقتنَاص الفُرص فِي أَشدِّ الصِّعَاب، والأَمثِلَة كَثيرَة، فعِندَمَا أُكره «النَّبي» -صلَّى الله عَليه وسَلَّم- عَلَى الخرُوج مِن مَكَّة، أَنشَأ دَولة الإسلَام فِي المَدينَة المُنوَّرة. وحِينَ سُجِنَ «ابن حنبل» -رَحمه الله- أَثنَاء مِحنة خَلْق القُرآن، صَار إمَام أَهل السنَّة. و»ابن الجوزي» جَوَّد القِرَاءَات السَّبْع فِي المَنْفَى. كَذلِك «ابن الأثير» صَنَّف جَامع الأصُول وأَشهر كُتب الحَديث؛ حِين أُقعِد. وأَخرَج «الإمام السرخسي» عِشرين مُجلَّدًا فِي الفِقه، فِي قعر بِئرٍ مُعطَّلة. كَمَا أَخرَج «ابن تيمية» مُعظم فَتَاويه وهو فِي السِّجن..!


إنَّ الإبدَاع يُولَد مِن رَحِم المُعَانَاة القَاسيَة، والنَّاجحُون لَا يَبحَثُون عَن الأَعذَار، ولَا يَرونَ فِي المُعَانَاة مَانِعًا للعَملِ والإنجَاز..!

الظّرُوف الهَائِلَة؛ هي عثراتٌ تُوضَع عَلَى طَريق النَّجَاح، فَقَط المُبدعون مَن يَجدون الطَّريقَة لتَسلُّقها، والوصُول إلَى القمَّة، وكَمَا يَقول الكَاتِب «وليام بوليثو»: (لَيس أَهم شَيء فِي الحيَاة؛ أَنْ تَستَثمر مَكَاسبك، فإنَّ أَي إنسَان بوسعهِ أَنْ يَفعَل ذَلك، ولَكن الشّيء المُهم حَقًّا فِي الحيَاة، هو أَنْ تُحوِّل خَسَائِرك إلَى أَربَاح)..!


حَسنًا.. مَاذَا بَقي؟!

بَقي القَول: إنَّ الوصُول للقمَّة بإمكَان الجَميع، والسِّر فَقَط فِي استغلَال الفُرص، حَتَّى فِي أَشقِّ الظّرُوف، وقَد صَادَفني مَثَلٌ يَقول: (الأَمْر الرَّائِع الوَحيد حَول السقُوط للحَضيض، أنَّه لَيس لَديك طَريق آخَر لتَسلكه؛ سوَى القمَّة)..!!.

أخبار ذات صلة

هل التجنيد العسكري هو الحل؟
حصاد الخميس..!!
أهالي شدا الأعلى والتعاون المثمر
خيارات المسيَّر: ملكوت الشعر وجنونه
;
علامات بيولوجية جديدة للكشف عن السرطان
معيار الجسد الواحد
قراءة.. لإعادة هيكلة التعليم وتطويره في بلادنا
دراسة الرياضيات
;
«يا أخي الهلاليين لعيبة»!
الضحايا الصغار.. وغفلة الكبار
طريق الفيل: أثر «الأحلام» الخائبة (3-3)
جامعاتنا.. ونموذج أرامكو في التأثير المجتمعي
;
لا حج إلا أن يكون بأرضها!!
إسرائيل.. كلبٌ بأسنانٍ حديدية
ابنك النرجسيُّ.. مَن يصنعُهُ؟!
قرار حكيم.. «الآن تنطقون» ؟!