شكرًا لمَن ذكَّرونا.. بإيجابيات كورونا! - 5

تَخفَى عَلَى البَعض الإيجَابيَّات، لأنَّه لَم يَبحَث عَنهَا، ويُوجِّه نَظره دَائِمًا للجَوَانِب السَّلبيَّة. وعِندَما تَحدَّثتُ عَن إيجَابيَّات «كورونا»، وَجَدتُ القَائِلين بأنَّ هَذَا وَبَاء، لَيس لَه إيجَابيَّات، غَفِلُوا عَن حَقيقة أَنَّ «أَمْر المُؤمِن كُلّه خَير»..!

حَاولتُ إيجَاد مَحَاسِن «كورونا»، والحَجر الصحِّي، مُتوقِّعًا الوصُول إلَى خَمسين؛ أَو أَقل بقَليل مِن إيجَابيَّات «الفايروس»، فوَجدتُ أنِّي وَصلتُ إلَى مِئَةِ حَسنَة مِن حَسنَات «كورونا»..!


تَشَاءَم الكَثير، ومَا زَالُوا يَتشَاءَمُون، ويُرسِلُون رَسَائِل قَلِقَة ومُفزِعَة لمَن حَولهم، لَكنِّي حِينَ نَظرتُ إلَى «كورونا»، أَدرَكتُ بأنَّه شَرٌّ أتَى بتَغييرَاتٍ إيجَابيَّة.. لقَد مَنَحَنَا انتِشَار هَذا الوَبَاء فُرصةً؛ لتَرتيب مُهمَّاتنا المُترَاكِمَة، ومُرَاجعة أَولويَّاتنا التي تَأتي الصحِّة فِي مُقدِّمتها.. كَمَا قَال خَادِم الحَرمين الشَّريفين المَلِك «سلمان» -حَفظَه الله-: (صحّة الإنسَان وسَلَامته أوَّلًا). ثُمَّ تَعلَّمنا أَنَّ التَّقنية؛ يُمكِن أَنْ تَحِلُّ الصّعُوبَات فِي جَميع المَجَالَات، وأَنَّ الحضُور للعَمَل، لإنهَاء المُعَامَلَات الحكوميَّة، وللتَّعلُّم، لَيس ضَروريًّا دَائِمًا..!

ومِن نَاحيةٍ أُخرَى، فالحَجر الصحِّي يَمنح الزَّوجين فُرصَة لإصلَاح عَلَاقتهما، ومَعرفة بَعضهما أَكثَر، بَعد أَنْ تَبَاعَدَا بسَبب أَشغَالهما الكَثيرَة.. فيَقول لِي أَحَد الأَصدِقَاء: (اكتَشفتُ للتَّو أَنَّ زَوجَتي مُبدِعَة فِي لِعبة الكِيرَم)..!


أَيضًا، حَصَل الأَبنَاء عَلى وَقتٍ أَكبَر؛ لقَضَائهِ مَع وَالديهم، ويَقول لِي صَديقٌ آخَر: (تَذكَّرتُ تِلك المُتعَة -التي افتقدتهَا طَويلًا- فِي تَنَاول الإفطَار كُلّ صَبَاحٍ مَع وَالدي)..!

أَكثَر مِن ذَلك، فقَد عَادَ الطُّلَّاب والمُوظَّفون؛ الذين غَادروا مُدنهم أَو قُرَاهُم للدِّرَاسَة أَو العَمَل، إليهَا..!

كَمَا انتَعشَت صحّة أَجسَامنَا؛ حِينَ زَاد الوَعي بأَخطَار الفَيروسَات، وأُغلِقَت المَطَاعِم والمَقَاهِي.. مِمَّا مَنحنَا الوَقت لمُمَارَسة التَّمارين الرِّيَاضيَّة، التي اختَرعنَا لتَركهَا دَائِمًا الأَعذَار..!

وقَد انتَبه الكَثيرون لبَعض المَهَارَات التي أُهمِلَت، فتَقول إحدَى الفَتيَات: (بَعد تَعليق الدِّرَاسَة والتَّعليم عَن بُعد.. انتَبهتُ لِكَمِّ الكُتب التي صَرفتُ عَليهَا مَصرُوفي، لَكنِّي لَم أَقرَأهَا)..!

حَسنًا.. مَاذَا بَقي؟!

بَقي القَول: يَا قَوم، التَفتُوا لتِلك الأمُور؛ التي خَبَّأتموهَا تَحت أَغطِيَة الأَعذَار والتَّأجيل، وانْفضُوا الغُبَار عَن مَهَارَاتكم وهوَايَاتكم، فهَذه الفَترَة فُرصَةٌ يَجب استغلَالهَا..!!

أخبار ذات صلة

هل التجنيد العسكري هو الحل؟
حصاد الخميس..!!
أهالي شدا الأعلى والتعاون المثمر
خيارات المسيَّر: ملكوت الشعر وجنونه
;
علامات بيولوجية جديدة للكشف عن السرطان
معيار الجسد الواحد
قراءة.. لإعادة هيكلة التعليم وتطويره في بلادنا
دراسة الرياضيات
;
«يا أخي الهلاليين لعيبة»!
الضحايا الصغار.. وغفلة الكبار
طريق الفيل: أثر «الأحلام» الخائبة (3-3)
جامعاتنا.. ونموذج أرامكو في التأثير المجتمعي
;
لا حج إلا أن يكون بأرضها!!
إسرائيل.. كلبٌ بأسنانٍ حديدية
ابنك النرجسيُّ.. مَن يصنعُهُ؟!
قرار حكيم.. «الآن تنطقون» ؟!