قصص قصيرة.. مخبَّأة تحت الحصيرة

القصَص القَصيرَة لَهَا مَذَاقٌ فَريد، فهِي تَنسَاب بيُسرٍ وسهُولَة إلَى المَعِدَة المَعرفيَّة، دُون إحدَاث أَدنَى تَلبُّك مَعوي، مِمَّا يَجعلهَا سَهلة الهَضم.. وهَذا آخِر مَا نَضج مِنهَا:

* سَأَلَنِي صَديقِي: مَن أَنْتَ؟، قُلت: أَنَا تِلميذٌ فِي مَدرسة «الطّمُوح»، وأُستَاذٌ زَائِر فِي كُليَّة «السَّعَادَة»، وطَالِب انتسَاب فِي جَامعة «المَعرفَة»، ومُوظَّف مُتفرِّغ فِي وزَارة «الأَمَل»..!


* ثُمَّ سَأَلَنِي مَرَّةً أُخرَى: مَا هو القَانُون العَادِل فِي نَظرك؟، قُلت: القَانُون العَادِل -بحَسب الفَيلسُوف «آناتول فرانس»-: هو أَنْ لَا يَضطرّ أَحدٌ للنَّوم تَحت الجِسر، أَو التَّسوُّل، أَو السَّرِقَة..!

* ثُمَّ سَأَلَنِي مَرَّةً ثَالِثَة: مَاذَا تَعلَّمتَ مِن الفَيلسوف «راسل»؟، قُلت: تَعلَّمتُ أَنْ لَا أَخَاف مِن أَفكَاري الغَريبَة، لأنَّ كُلّ الأَفكَار المَقبُولَة الآن؛ كَانَت غَريبَة ومُستهجَنَة فِي أوّل ظهُور لَهَا..!


* سَأَلَنِي: مَا تَفسير أَنَّ الإنسَان يَرَى فِي المَنَام؛ تِلك المَوضُوعَات التي يُفكِّر فِيهَا قَبل النَّوم؟، قُلت: لَيس هُنَاك إلَّا تَفسير وَاحِد، وهو أَنَّ هَذَا الإنسَان؛ قَد شَغل نَفسه وعَقلهِ، بهَذا المَوضُوع إلَى أَقصَى حَد..!

* سَأَلَنِي: مَا أَغرَب شُكر مَرَّ عَليك فِي قِرَاءَاتِك؟، قُلت: إنَّه شُكرٌ قَرَأتُه للفَيلَسوف الهِندي «طاغور»؛ حِينَ قَال: (شُكراً للأشوَاك التي عَلَّمتني الكَثير)..!

* سَأَلَنِي: مَا الشَّرط الذي تَحرص عَليهِ فِي مَسأَلة الإبدَاع؟، قُلت: أَحرِص عَلَى التَّفريق بَين «الهَمِّ» و»الاهتِمَام»، لأنَّ الهَمّ مُعوِّق للإبدَاع، بَينَمَا الاهتمَام مُحرِّض عَلَى التَّوليد والاخترَاع..!

* سَأَلَنِي: كَيف تَكتُب بهَذا الكَمّ الهَائِل مِن غَيرِ مَلَل؟، قُلت: لأنَّني ببَسَاطَة أَكتب وأَنَا مُستَمتِع بالكِتَابة، فالكِتَابة لَديَّ مُتعَة مِثل: «تَنَاول الأَطعِمَة اللَّذيذَة»..!

* سَأَلَنِي: هَل تَعتبر السّخريَة وَسيلَة للضَّحِك؟، قُلت: السّخريَة أَقوَى أَسلِحَة النَّقد، ولقَد أَحسَن الكَاتِب التُّركي «عزيز نيسين» حِينَ قَال: (السّخريَة شَأنٌ جَاد)..!

* سَأَلَنِي: كَيف تُسهِّل حَلّ مَشَاكلك؟، قُلت: أَقوم بتَدوينهَا، وقَد تَعلَّمتُ ذَلِك مِن شَيخي الفَيلسوف «تشارلز كيترنج»..!

* قَال لِي أَحدُهم: سيُعذِّبك الله!، قُلت: كيف يُعذِّبني وقَد كَتَبَ عَلَى نَفسهِ «الرَّحمَة»، كَيف يُعذِّبني ورَحمته وَسَعَت كُلّ شَيء، وأَنَا شَيءٌ مِن لَحْمٍ ودَم..؟!!

أخبار ذات صلة

اللا مركزية.. بين القصيبي والجزائري
الصناعة.. وفرص الاستثمار
ما الذي يفعله ذلك الزائر السري؟
نظرية الفاشلين!!
;
رؤية المملكة.. ترفع اقتصادها إلى التريليونات
أوقفوا توصيل الطلبات!!
نواصي #حسن_الظن
قتل طفل لحساب الدَّارك ويب!!
;
ألا يستحون؟!
الخلايا الجذعية والحبل الشوكي
أقمار من خشب!!
هُويتنا وقيمنا وأخلاقياتنا العربية والإسلامية.. في خطر
;
رجع الصدى
لا شيء في الضوضاء.. غير وجهك يا معطاني!
القمع من المهد إلى اللحد!!
رحم الله معالي الدكتور عبدالله المعطاني