يوميات صحفي متجول.. بتصريح (9)

وقفت بسيارتي في فناء الفندق الكبير الذي كان في كل رمضان، يعج بالسكان وبالضيوف وبالمعازيم! تذكرت كيف كنا نتصنع الحيل في الاعتذار لهذا المسؤول أو ذاك القنصل، الذي يصر على مشاركته وفريق عمله وجبة الإفطار، أو السحور بكل السبل!

تذكرت كيف كانت فنادق جدة فضلا عن فنادق المدينة ومكة، أشبه بسفارات أو ساحات للجاليات.. هنا تفوح روائح الأكلات الآسيوية، وهناك تفوح روائح الأكلات الإفريقية، ويحلو للقادمين من أوروبا تذوق الأكلات السعودية! وفي الشوارع والحارات الشعبية تفوح روائح العطور والبخور، والعود!


لا يملك أي مار بهذه الفنادق، والمحلات، والبسطات إلا أن يدعو الله لأن تعود.

عرجت قبل بدء موعد منع التجول الي محل لبيع الفول! دقائق معدودة تفصلنا عن نهاية المهلة، ومع ذلك، فالكل ملتزم بالتباعد، والكل محترم للطابور! في مثل هذا الموعد من العام بل الأعوام الماضية، كانت أماكن محلات الفول أشبه بساحات لجماهير كرة القدم.


مظاهر اجتماعية عديدة تغيرت بفعل كورونا! احترام الطوابير، التعامل مع الغير، التسامح النبيل، الصفح الجميل! ترى هل سنحافظ على هذه التغيرات بل السلوكيات بل الأخلاق بكل ما تعنيه الكلمة من استقامة، وطيبة، وحب الخير للغير؟!

كلنا ننتظر العودة على أحر من الجمر.. لكننا الآن مضطرون للتوقف في ميدان الصبر! فليكن صبرنا جميلًا.. ليكن إيجابيًا لا سلبيًا.. التماسك، والتآزر، والرضا والجلد، والاحتساب.. هل فهمنا الآن أن جمال الصبر أمر إلهي جزاؤه الأجر بغير حساب؟ وأن الله جعل معيته جل شأنه دائمًا مع الصابرين؟!

وهلا أرحنا أنفسنا قليلا أو كثيرًا في زمن كورونا من الخوض في مسألة كونها مؤامرة أم مكيدة أو من تدبير بشر؟! هل أدركنا قيمة الاقتناع بأن ما أصابنا لم يكن ليخطئنا، وأن ما أخطأنا لم يكن ليصيبنا؟! وهل يزداد إيماننا بالقضاء والقدر؟!

أخبار ذات صلة

قتل طفل لحساب الدَّارك ويب!!
ألا يستحون؟!
الخلايا الجذعية والحبل الشوكي
أقمار من خشب!!
;
هُويتنا وقيمنا وأخلاقياتنا العربية والإسلامية.. في خطر
رجع الصدى
لا شيء في الضوضاء.. غير وجهك يا معطاني!
القمع من المهد إلى اللحد!!
;
رحم الله معالي الدكتور عبدالله المعطاني
التحريض على الفسق والفجور
أبلة زهرة.. ومدرسة «الفتاة»
العناية بالمواهب عبر التاريخ
;
أبناؤنا.. والإنترنت المظلمة!
ذاكرة المطوفات.. ‏إضاءات تاريخية مشرقة
مقرر الكتابة الوظيفية والإبداعية.. مهلًا!
محمد بن سلمان.. و «رؤية 2030»