بطلا العناية المركزة!

فيما كنت أبحث عن مكان لسيارتي قبيل منتصف ليل أمس، كانت سيارة أخرى تهم بالخروج بما يعني أن صاحبها أو سائقها لديه تصريح! ولأنني شعرت طوال الفترة الماضية أن كل من يحمل تصريحًا هو إما زميلي أو صديقي بشكل أو بآخر، حتى لو كانت مهمته توصيل الطلبات إلى المنازل!

لكنني في هذه المرة، توقفت كثيرًا وشعرت بأن حاملي التصريح هم أكثرنا طيبة ونبلاً وتضحية!


كان صاحب السيارة المتحركة في جوف الليل طبيب تخدير، يسكن معنا في العمارة، ترافقه زوجته المشرفة على غرفة العناية المركزة في مستشفى قريب من حينا..

تذكرت الممرضة البريطانية فلورانس ناتينجيل والتي كانت أول من طبق بروتوكلات الحالات الحرجة على المصابين في حرب القرم عام 1854 والتي أدت إلى انخفاض نسب الوفيات من 40 إلى 2%.


وتذكرت كذلك، الطبيب بورن ابس طبيب التخدير الدنماركي الذي أدى دورًا تاريخيًا عندما ظهر وباء شلل الأطفال عام 1952، لقد بدأ بورن بمعالجة الحالات الحرجة بتركيب أنابيب بالقصبة الهوائية تطورت الآن إلى أجهزة التنفس الصناعي.

كنت قد تعرفت على جاري الطبيب قبل ظهور كورونا بنحو شهرين، ولأنني أعرف وضعه المالي جيدًا فقد سألته وزوجته عن خطورة الاستمرار في هذا الاتجاه، فقالا بصوت واحد: إنها الآن مسؤولية أمام الله..

قلت لنفسي إن النبل ليس فقط ميلك نحو الترفع عن الدنايا وطلب الرفعة، بل صيانة النفس عن الخبث والخسة..

كنت أتحدث أمس عن الاستقامة في زمن كورونا، واكتشفت أنني أكمل الصورة.. فالنبل والتضحية هما مصباحان ساطعان في طريق الاستقامة.

أخبار ذات صلة

هل التجنيد العسكري هو الحل؟
حصاد الخميس..!!
أهالي شدا الأعلى والتعاون المثمر
خيارات المسيَّر: ملكوت الشعر وجنونه
;
علامات بيولوجية جديدة للكشف عن السرطان
معيار الجسد الواحد
قراءة.. لإعادة هيكلة التعليم وتطويره في بلادنا
دراسة الرياضيات
;
«يا أخي الهلاليين لعيبة»!
الضحايا الصغار.. وغفلة الكبار
طريق الفيل: أثر «الأحلام» الخائبة (3-3)
جامعاتنا.. ونموذج أرامكو في التأثير المجتمعي
;
لا حج إلا أن يكون بأرضها!!
إسرائيل.. كلبٌ بأسنانٍ حديدية
ابنك النرجسيُّ.. مَن يصنعُهُ؟!
قرار حكيم.. «الآن تنطقون» ؟!