القواسم المشتركة تجلب البركة..!

لَديَّ إيمَانٌ كَامِل أنَّ الخَير في البَشريّة جَمعَاء لَن يَنقطع، وأينمَا ذَهَبْتَ ستَجد أُنَاساً طَيّبين، يُحبُّون مَن هَاجر إليهم، ويُكرمونه ويَتعاطفون مَعه، ويُهدُونه التَّسامح ويُبادلونه المَودَّة، مَتَى وَجدوا أنَّ بَينه وبَينهم خَيطٌ مُشترك يَجمعهم به..!

وحتَّى لا يَكون الكَلَامُ كَثيراً؛ والدَّليلُ قَليلاً سأذكر الأدلّة.. فمِن بَركَات سُكنى المَدينة المُنيرة، أنَّها أعطَت حيَاتي بُعداً إنسَانيًّا رَاقياً، يَليق بهَذه المَدينة النَّبويّة، التي أصبَح اسمها نَغماً عَاطفيًّا يُطرب آذَان كُل المُسلمين..!


قبل سنوات.. كُنتُ أدرس في مَدينة «برمنجهَام» البريطانيّة، ومَكثتُ هُناك سنوَات، وهَذه المَدينة مُتعدِّدة الأعرَاق والأجنَاس والأديَان، فكُنتُ كُلَّما ذَهبتُ إلى المَطعم، أو مَكان حِلَاقة، ورَأيتُ فيهِ عُمّالاً مُسلمين، قُلتُ لَهم: أنَا مِن المَدينة المنوّرة، فإذَا سَمعوا هَذه الكَلِمَة؛ هَاجَت عِندهم العَواطِف، وطَارت نَحو تِلك البُقعة الطَّاهرة، لذَلك لا يَسع هَذا العَامِل إلَّا أن يَقول: «اذْهَب واترُك الحِسَاب عَلينا، إكرَاماً للمَدينة المنوّرة»..!

أيضاً.. مِن بَركَات تَشجيع نَادي الاتّحاد، أنَّني إذَا دَخلتُ إلى بَعض مَحلَّات «الفول»، أو رَكبتُ مَع بَعض أصحَاب التَّكاسي، قلتُ لَهم: إنَّني أُشجِّع الاتّحاد وأُحبّه في الله، قَالوا: «اترُك الحِسَاب عَلينا مِن أجل عيون الاتّحاد ونرجو منك أن تدعو له بأن يعود إلى القوة والنشاط وتحقيق البطولات وحصد النقاط»..!


وإذَا كُنتُ في الرّياض، أذهَب إلى مَحلَّات «الفول»، التي يَعمل فِيها إخوَاننا مِن أهل السُّودان، وعِندَمَا أتحدَّث مَعهم، وأُخبرهم أنَّني صَديق للرِّوائي السُّوداني الكَبير الطيّب صالح -رحمه الله-؛ صَاحب روَاية «موسم الهجرَة إلى الشّمال»... وغَيرها، ثُمَّ أُخرج صورتي مَعه ليُشاهدوها، وبَعد كُلّ هَذه المُحادثة والمُراتحة -أي حِين يَرتاح كُلٌّ مِنَّا للآخر- بَعد كُلّ هَذا يَقول البَائع: «عَليك الله مَا تَدفع، خَلِّي الحسَاب عَلينا لأجل عيون أستاذنا الكَبير الطيّب صالح»..!

حَسناً.. مَاذا بَقي؟!

بَقي القَول: إنَّني هُنا لَستُ مُحتالاً عَلى أحَد، فو الذي نَفس «أحمد العرفج» بيَده، لَم أقُل إلَّا مَا عِشت، ولَيس ذَنبي أن يَكون حُبّ النَّاس صَادقاً ونَبيلاً وجَميلاً، بحَيثُ يُكرمونني إكرَاماً للأمَاكن التي عِشتُ فيهَا، والانتمَاءَات التي أُشاطرها مَعهم، والشَّخصيّات التي أُقاسمهم الحُب لَها..!!!

أخبار ذات صلة

قتل طفل لحساب الدَّارك ويب!!
ألا يستحون؟!
الخلايا الجذعية والحبل الشوكي
أقمار من خشب!!
;
هُويتنا وقيمنا وأخلاقياتنا العربية والإسلامية.. في خطر
رجع الصدى
لا شيء في الضوضاء.. غير وجهك يا معطاني!
القمع من المهد إلى اللحد!!
;
رحم الله معالي الدكتور عبدالله المعطاني
التحريض على الفسق والفجور
أبلة زهرة.. ومدرسة «الفتاة»
العناية بالمواهب عبر التاريخ
;
أبناؤنا.. والإنترنت المظلمة!
ذاكرة المطوفات.. ‏إضاءات تاريخية مشرقة
مقرر الكتابة الوظيفية والإبداعية.. مهلًا!
محمد بن سلمان.. و «رؤية 2030»