نصيحة أحد الأغنياء

أفاد أحد الشباب أنه التقى بأحد التجار الأغنياء فطلب منه نصيحة يستفيد منها وهو في مقتبل حياته العملية فقال له الغني: لقد أمضيت أجمل وأغلى سنوات عمري في تنمية أعمالي التجارية والحرص على زيادة أموالي كما تفكر أن تفعل أنت الآن، ولكن بعد أن كبرت ووصلت إلى ما وصلت إليه اليوم، وجدت أنني فقدت الكثير مما لا يمكن تعويضه ولذلك فإنني أود أن ألخص لك مسيرتي كرجل غني وهي كما يلي: «إن الرجل يمر في حياته بثلاث مراحل ويحتاج إلى أن يملك ثلاثة أشياء.. فالمرحلة الأولى مرحلة (الشباب) فيكون لديك الوقت لقلة انشغالك ولديك النشاط والقوة لتستمتع ولكن ليس لديك المال الكافي لتسافر وتشتري السيارة والمنزل الذي تتمناه وترفه عن نفسك بعيش رغيد، ثم بعد ذلك تنتقل إلى المرحلة التي تليها وهي (الرجولة) فتبدأ في مزاولة الأعمال والتجارة وجمع المال لتؤمن مستقبلاً أفضل لك ولأسرتك، حينها يكون لديك المال ولديك النشاط والقوة ولكن ليس لديك الوقت لتستمتع وترفه عن نفسك وأسرتك فأنت مشغول ومهموم بأعمالك وسفرياتك ولذلك فإنك تضحي بأشياء كثيرة من أجل (ضمان مستقبلك ومستقبل أسرتك) ثم تأتي بعدها المرحلة الثالثة (الكبر) فتتقدم في السن وقد تكون نجحت في جمع المال الذي تريد ولديك الوقت لتستمتع به وتحقق ما كنت تحلم به ولكنك في الوقت نفسه تجد أنك قد فقدت الصحة والنشاط وبدأت الأمراض تنهش جسدك الذي كنت تتمتع به أيام الشباب، فلم يعد لديك الرغبة أو العزيمة على السفر أو الاستمتاع بشراء شيء كسيارة فخمة أو منزل كبير وتبدأ تبحث عن أبنائك وبناتك لتستمتع معهم ببعض الوقت فتجدهم قد كبروا ولم يعد يهمهم أن يشاركوك مثل هذه الأنشطة فقد صار لكل منهم اهتماماته وعالمه! بل وقد لا تجد زملاء الماضي الذين كنت تلتقي بهم أيام الشباب لأنك قد قطعتهم حين انشغلت بأعمالك التجارية.. وفجأة ستجد أن ذلك المال لن يمكنك من أن تحصل على كل ما تتمناه في ذلك الوقت سواء صحتك أو أسرتك أو متعتك».

ولذلك النصيحة هي أن المال مهم ولكنه ليس كل شيء ولن يوفر لك كل شيء في المستقبل فلا تجعله محور حياتك واحرص على أن تجني منه بالقدر الذي يوفر لك كامل احتياجاتك الأساسية في كل مراحل حياتك الثلاث حتى تستطيع أن تعيش حياة سعيدة طوال عمرك.. فالتركيز على جمع المال من أجل الوصول إلى الثراء لن يحقق السعادة في حياتك فالرضى بحياة طيبة كريمة فيها البساطة والاكتفاء أفضل من حياة بائسة مع ثراء فاحش فالرضا بالقليل الدائم خير من الكثير المنقطع.

أخبار ذات صلة

اللا مركزية.. بين القصيبي والجزائري
الصناعة.. وفرص الاستثمار
ما الذي يفعله ذلك الزائر السري؟
نظرية الفاشلين!!
;
رؤية المملكة.. ترفع اقتصادها إلى التريليونات
أوقفوا توصيل الطلبات!!
نواصي #حسن_الظن
قتل طفل لحساب الدَّارك ويب!!
;
ألا يستحون؟!
الخلايا الجذعية والحبل الشوكي
أقمار من خشب!!
هُويتنا وقيمنا وأخلاقياتنا العربية والإسلامية.. في خطر
;
رجع الصدى
لا شيء في الضوضاء.. غير وجهك يا معطاني!
القمع من المهد إلى اللحد!!
رحم الله معالي الدكتور عبدالله المعطاني