بنوك القلق تربح هذه الأيام!

تذكرت رواية «بنك القلق» لتوفيق الحكيم وأنا أتابع حجم قلق الناس في الشوارع ومكاتب العمل والأسواق والبيوت.. لقد اقترح الحكيم عندما دب القلق في عهد الرئيس عبدالناصر، حتى صار كما قال «وباء» إقامة مؤسسة عامة ترعي شؤون من يشعرون بالقلق، وتدافع عنهم، مقابل أتعاب وفوائد!

والحاصل أن سكان الأرض قد تغيروا كثيرًا هذه الأيام.. سكان الدولة الواحدة والمدينة الواحدة والقرية الواحدة والحي الواحد والشارع الواحد والبيت الواحد.. في السابق كنت في الشارع، بل في المسكن الواحد لا تعرف فلانًا من فلان.. فالكل منهمك بالجري وراء لقمة العيش على الدوام! لا يكلف أحد نفسه مشقة أو مهمة السؤال والنظر فيما يدور حوله من الخطر!


الآن فوجئ الجميع بهذا الضيف السخيف كوفيد 19 ناشرًا الفيروس المخيف من جهة، وفاتحًا بنوك القلق في كل الجهات!

والحق أن ثمة قلقًا محمودًا، بل ومطلوب، وآخر مدمر ومذموم! الأول يقول عنه الفلاسفة إنه ضروري للإنسان حتى ينتبه الى حقيقة الوجود.. ويقولون إنه بالفعل موجود في كل الأوقات لكنه نائم، وأنفاسه تتردد باستمرار خاصة في نفوس الخائفين الذين يرفضون أن يدخلوا في قائمة اللامبالين من المنافقين!


ولماذا نعرج للفلاسفة ولدينا الدين الحنيف الذي يلخص العلاج في آية واحدة تقول «ما أصاب من مصيبة في الأرض ولا في أنفسكم، إلا في كتاب، من قبل أن نبرأها، إن ذلك على الله يسير».

في ضوء ذلك، من حقك أن تقلق، ولكن وطد علاقتك بالله، فالله يسمع ويرى، ووجه قلبك للخوف من الله، ومن مغبة ما تقترفه من مخالفات.. دعك من فكرة بنوك القلق، ليكن قلقك هذه الأيام هو الخوف من التقصير في حق الله.. الذي هو حق الجار.. وحق الطريق.

أخبار ذات صلة

قتل طفل لحساب الدَّارك ويب!!
ألا يستحون؟!
الخلايا الجذعية والحبل الشوكي
أقمار من خشب!!
;
هُويتنا وقيمنا وأخلاقياتنا العربية والإسلامية.. في خطر
رجع الصدى
لا شيء في الضوضاء.. غير وجهك يا معطاني!
القمع من المهد إلى اللحد!!
;
رحم الله معالي الدكتور عبدالله المعطاني
التحريض على الفسق والفجور
أبلة زهرة.. ومدرسة «الفتاة»
العناية بالمواهب عبر التاريخ
;
أبناؤنا.. والإنترنت المظلمة!
ذاكرة المطوفات.. ‏إضاءات تاريخية مشرقة
مقرر الكتابة الوظيفية والإبداعية.. مهلًا!
محمد بن سلمان.. و «رؤية 2030»