من القطب الشمالي للسعودية مع التحية!!

هل تذكرون تصريح المدير الأسبق لجامعة الملك فهد للبترول والمعادن في ثمانينيات القرن الميلادي الماضي، الدكتور بكر بن بكر، حين قال أنّ لدينا مياهاً جوفية تُعادِل سريان نهر النيل لمئات السنين؟.

إن تذكّرتم التصريح، فلا شكّ أنّكم ستذكرون سخرية بعض المختصّين في شئون المياه منه، وكذلك سخرية بعض العامّة، رغم أنّني أؤمن أنّ المياه الجوفية في الجزيرة العربية -حيث تشغل المملكة مساحة الجزء الأكبر منها-، هي إمّا عميقة سطحية ومُكتشفة يمكن استخراجها، وإمّا عميقة غائرة وغير مُكتشفة، ولن يُجلّيها لنا إلّا اللهُ عزّ وجلّ عندما يشاء، وهي تكوّنت عبر الحُقب الزمنية الطويلة جرّاء الأمطار الغزيرة التي كانت تهطل آنذاك، وجعلت من الجزيرة العربية جنّاتٍ أرضية وأنهاراً تجري فوق وتحت الأرض، وربّما كان الدكتور بن بكر يقصد هذه المياه!.


والآن، يتداول الناس مقطع فيديو لجيولوجي سعودي اسمه هندي الحيسوني، وفيه يُصرّح أنّ هناك ٢٤ تجويفًا مليئة بالمياه تحت أرض الجزيرة العربية، وقد اُكْتُشِفَ منها ٣ تجاويف فقط، ويتبقّى منها ٢١ تجويفًا هائلًا سيرتفع منسوبها قريباً ويُصبح قابلاً للاكتشاف، وأنّ مصدر بعض مياهها يأتي من القطب الشمالي المتجمّد، وقد وصلت إلينا عبر مسارات التجاويف في الطبقات الأرضية المتّصلة ببعضها تحت البرّ وتحت البحر، ممّا لا يعلمها إلّا الله الخلّاق العليم.

والسؤال الذي يطرح نفسه هو: ماذا نحن فاعلون مع هذا التصريح الجديد؟ هل سنسخر منه كما سخرنا من الأول؟ أعتقد أنّنا في وقت عصيب قد تنشب الحروب بين الدول بسبب النزاع على المياه، ومن الخطأ معاملة أي معلومة جيولوجية معاملة تجاهلية، حتّى لو كان من الصعب تصديقها، بل علينا إجراء الأبحاث التأكيدية أو النافية لها، ولو كانت المعلومة صحيحة بنسبة ١٪ فقط، فهذا يكفينا للتوسّع في إجراء الأبحاث، لعلّنا نصل يوماً ما بحول الله إلى الأمن المائي الكافي لنا ولأجيالنا القادمة، وجامعاتنا مدعوّة لدعم هذه البحوث خصوصاً «كاوست» التي لم نر منها للأسف مُخرجات بحثية تقرّ بها أعيننا، وكذلك جهاتنا المعنية بالمياه مثل المؤسّسة العامّة لتحلية المياه المالحة التي لديها مركز أبحاث كبير مختصّ بمياه البحر، ويمكن توسيعه ليشمل المياه الجوفية، وكم أتمنّى أن نستغلّ كلّ ما خبّأه الله لنا من كنوز أرضية مدفونة، وأن نشرب يوماً قريباً بحول الله من مياه القطب الشمالي القادمة للسعودية مع أجمل عطيّة وأجمل تحيّة!.

أخبار ذات صلة

قتل طفل لحساب الدَّارك ويب!!
ألا يستحون؟!
الخلايا الجذعية والحبل الشوكي
أقمار من خشب!!
;
هُويتنا وقيمنا وأخلاقياتنا العربية والإسلامية.. في خطر
رجع الصدى
لا شيء في الضوضاء.. غير وجهك يا معطاني!
القمع من المهد إلى اللحد!!
;
رحم الله معالي الدكتور عبدالله المعطاني
التحريض على الفسق والفجور
أبلة زهرة.. ومدرسة «الفتاة»
العناية بالمواهب عبر التاريخ
;
أبناؤنا.. والإنترنت المظلمة!
ذاكرة المطوفات.. ‏إضاءات تاريخية مشرقة
مقرر الكتابة الوظيفية والإبداعية.. مهلًا!
محمد بن سلمان.. و «رؤية 2030»