نعمة الصحة والعافية

يعيش الإنسان وهو محاط بالكثير من النعم، لكن استمرار تلك النعم ودوامها تجعل البعض منا أحيانًا يغفل عنها ولا يشعر بها، وفي بعض الأحيان لا يقدر قيمتها، وفي مقدمة تلك النعم الدنيوية نعمة الصحة والعافية، فالإنسان الذي يكون صحيح الجسم والعقل يتمكن من القيام بالأدوار المطلوبة منه، أما الإنسان المريض -مهما كان مرضه- فهو محدود الإمكانات والقدرات وقد يكون عاجزًا عن القيام ببعض الواجبات كما أن وضعه النفسي يكون سيئًا، فالسعادة لا تجتمع مع المرض ولا يعرف قيمة كل تلك النعم ولا مكانتها إلا من ذاق مرارة الأوجاع والأسقام ولذلك قيل (الصحة تاج على رؤوس الأصحاء لا يراه إلا المرضى).

جائحة كورونا وانتشار الفيروس وإصابة الملايين حول العالم وتعافي الملايين ووفاة عشرات الآلاف من البشر وغيرها من الأحداث الأخرى لكثير من الأفراد في كثير من المجتمعات ممن أصيب بعضهم بالمرض بالرغم من حرصه وحذره على اتباع الإجراءات الاحترازية وبعضهم يعيش في قلق وخوف من الإصابة به أو نقله لغيره وهو لا يعلم، وبعضهم أصيب وتعافى ولم يشعر بشيء وبعضهم تعافى بعد التزام الحجر الصحي وأخذ الرعاية الطبية اللازمة وبعضهم لا يزال يصارع الفيروس في غرف العناية المركزة وغيرها من الأحداث المختلفة التي يعيشها الكثيراليوم تذكرنا بنعمة الصحة والعافية.


هذا التذكير في مثل هذه الظروف الصعبة بهذه النعمة يساهم في أن يجعل بعضنا ممن غفل عن تقدير قيمة هذه النعمة أن يعيد النظر في تقدير مكانتها ومعرفة قيمتها والقيام بحقها من الشكر والمحافظة عليها ورعايتها والالتزام بالوقاية (فالوقاية خير من العلاج) وتكمن الوقاية اليوم في اتباع الإرشادات والتوجيهات المقدمة من قبل الجهات الرسمية في مختلف شؤون حياتنا وعدم الاستهتار بها أو تجاهلها.

نعمة الصحة والعافية نعمة عظيمة لا تقدر بثمن وبعض الأمراض لا دواء لها للآن، وبعضها لا يمكن لأموال الدنيا أن تساهم في الشفاء منها، وبعض المرضى لو خيروا بين أموال الدنيا وبين صحتهم وعافيتهم وسلامة أجسادهم لاختاروا صحتهم وعافيتهم، ويتمنى المرضى لو كانوا أشد حرصًا واهتمامًا بسلامة أجسادهم، فاليوم نحن نعيش في تحدٍ كبير للحفاظ على هذه النعمة وتقديرها وذلك في ظل انتشار هذا الفيروس ولذلك فإن تقديرنا لهذه النعمة والاعتراف بها وحمد الله وشكره عليها يجب أن يتضاعف كما أن علينا أن نعي أن التزامنا اليوم بالإجراءات الاحترازية والتدابير الوقائية -ومع فيروس كورونا- فنحن لا نحافظ على صحة وعافية أجسادنا فقط بل صحة وعافية كافة أفراد المجتمع وسلامة وأمن الوطن.

أخبار ذات صلة

قتل طفل لحساب الدَّارك ويب!!
ألا يستحون؟!
الخلايا الجذعية والحبل الشوكي
أقمار من خشب!!
;
هُويتنا وقيمنا وأخلاقياتنا العربية والإسلامية.. في خطر
رجع الصدى
لا شيء في الضوضاء.. غير وجهك يا معطاني!
القمع من المهد إلى اللحد!!
;
رحم الله معالي الدكتور عبدالله المعطاني
التحريض على الفسق والفجور
أبلة زهرة.. ومدرسة «الفتاة»
العناية بالمواهب عبر التاريخ
;
أبناؤنا.. والإنترنت المظلمة!
ذاكرة المطوفات.. ‏إضاءات تاريخية مشرقة
مقرر الكتابة الوظيفية والإبداعية.. مهلًا!
محمد بن سلمان.. و «رؤية 2030»