عروس السويس في زمن الفيروس!

كنت أحملق في اتساع البحر تارة وفي صفاء السماء أخرى وأنا أقف على خليج السويس، هناك عند العين السخنة!

هكذا وقفت على شاطىء البحر، وأنا أستشعر الأمل في أن يسقط عليه مطر فرح في غير مواسم الفرح.


فجأة وفيما يشبه الحلم الجميل، كانت عروس تمسك بيد عريسها مخافة الانزلاق على الرمل المبلل!

علهما كانا مثلي، يحلمان بالفرح الذي حوله الفيروس الى محض احتمال، وبأيام مقبلة يطير فيها الحمام.. وأنا في حالة من التأمل حد الذهول.


كانت موجة مباغتة قد بللت وجهي فأفقت... وكانت زغرودة واحدة قد تهادت في الفراغ المثير.. فاقتربت!

هما من السويس مدينة الصمود والبسالة.. اسمه عمر واسمها فاطمة.. كانا يتوقان ويحلمان بالسنوات القادمة.. فلما جاء الفيروس تأجل الفرح، وتأجلت الحياة.

ولأنهما كانا يتوقان للبحر، فقد قررا فور انخفاض معدلات الإصابة بالفيروس وتحديد موعد الزفاف أن تكون البداية في العين السخنة قرب السويس.

كان عدد المحتفين مع العروسين على شاطىء البحر لا يتجاوز عدد الأصابع، حين سألتهما عن سر الحنين الى البحر.

قالت العروس السويسية فاطمة دارسة الفلسفة إن ما يربطني بالبحر هو الأمل.. وليس فقط الوصول إلى الفرح المؤجل.

وقال العريس عمر إن البحر هو الخيط الخفي الذي يجعلنا أقاوم اليأس وأحب الحياة.

كنت أمضي في ذاك المساء المثير وأنا أرى الشاطىء ينبت زهور السوسن وأخرى من الياسمين، وكانت تحلق فوقي طيور تهز أجنحتها المبللة بالماء المطير.

انتابني شعور مزدوج بالفرح وبالدهشة.. وأنا أتامل قدرة الخالق المنان على تحويل شاطىء الحياة الصعبة في غمضة عين إلى بستان.

أخبار ذات صلة

اللا مركزية.. بين القصيبي والجزائري
الصناعة.. وفرص الاستثمار
ما الذي يفعله ذلك الزائر السري؟
نظرية الفاشلين!!
;
رؤية المملكة.. ترفع اقتصادها إلى التريليونات
أوقفوا توصيل الطلبات!!
نواصي #حسن_الظن
قتل طفل لحساب الدَّارك ويب!!
;
ألا يستحون؟!
الخلايا الجذعية والحبل الشوكي
أقمار من خشب!!
هُويتنا وقيمنا وأخلاقياتنا العربية والإسلامية.. في خطر
;
رجع الصدى
لا شيء في الضوضاء.. غير وجهك يا معطاني!
القمع من المهد إلى اللحد!!
رحم الله معالي الدكتور عبدالله المعطاني