وما زال الكون جميلاً!

لم أعرف كيف أتصرف وأنا أتصدر مستقبلي المعازيم في حنة أحد أولاد عمومتي. الضيوف القادمون من القرى المحيطة والفلاحون الذين يتقاطرون من كل الحقول، والزملاء القدامى والأصدقاء الندامى وكل لا يكتفي بالسلام، حيث لابد من الأحضان.

في جيب جلبابي أخذت معي كمامة، لكن أحداً لم يكن يرتديها، وفي «السيالة» الأخرى كان هناك محلول، لكن الجو العام للفرح أفشل كل الحلول.


نهرني ابن عمي الأكبر، وبصوت عالٍ طلب تأخير المقعد المخصص لي في صدارة المستقبلين، وحين كنت أطيع، رفض ابن عمي الآخر بل نسف الفكرة مؤكداً أن غالبية المعازيم للفرح السعيد يودون السلام على القادم من بعيد، واستسلمت.

يمد الضيف يده للسلام فأسلم وأرحب وأنهال بعبارات الترحيب لمن بعده على أمل أن يكتفي كل ضيف بالسلام دون الاحتضان.


كان ضوء القمر يضيء المكان، وكان جو الفرح يبعث على الاطمئنان، وحين تحلقت المجموعات المتدفقة للتهنئة كنت أنسل نحو الغيطان بحجة التليفون.

والحق أنني لم أكن أخشاهم بقدر ما كنت أخشى عليهم، فأنا القادم من سفر تلو سفر، وأنا الذي مررت بعدة مطارات، ومن ثم فأنا المتهم وليس هم.

قال أحدهم مطمئناً وحامداً الله على نعمه التى لا تعد ولا تحصى أن القرية التي يزيد عدد سكانها عن ثلاثين ألف نسمة لم تسجل حالة إصابة واحدة منذ ظهور الفيروس.. عندها أحسست بالذنب، فمثل هؤلاء يخشي عليهم ولا يخشى منهم.

قال نائب البرلمان إنه يتمنى أن أدعمه في مشاريع التطوير، كان يتحدث واقفاً ومن ثم فقد دخلت معه في حوار طويل علني أعفي المعازيم المتدفقين من السلام.

كان المشهد الجميل كفيلاً بنسيان الموضوع، ومن ثم فقد مضيت بعد الانتهاء اسأل القمر والنجوم.. ماذا يحدث في الكون؟ ماذا يحدث للكون؟، وكانت شقشقة الفجر تعلن انطلاق النداء الأعظم.

أخبار ذات صلة

قتل طفل لحساب الدَّارك ويب!!
ألا يستحون؟!
الخلايا الجذعية والحبل الشوكي
أقمار من خشب!!
;
هُويتنا وقيمنا وأخلاقياتنا العربية والإسلامية.. في خطر
رجع الصدى
لا شيء في الضوضاء.. غير وجهك يا معطاني!
القمع من المهد إلى اللحد!!
;
رحم الله معالي الدكتور عبدالله المعطاني
التحريض على الفسق والفجور
أبلة زهرة.. ومدرسة «الفتاة»
العناية بالمواهب عبر التاريخ
;
أبناؤنا.. والإنترنت المظلمة!
ذاكرة المطوفات.. ‏إضاءات تاريخية مشرقة
مقرر الكتابة الوظيفية والإبداعية.. مهلًا!
محمد بن سلمان.. و «رؤية 2030»