الجائحة والفقر

منذ بداية الجائحة مطلع هذا العام والعالم يعاني من آثارها في مختلف المجالات، وهي مرحلة صعبة للجميع وبالرغم من صعوبتها فإن الجميع يدرك بأنها مرحلة وستنتهي بما فيها من قسوة ومرارة وستصبح جزءاً من التاريخ.

في الوقت الذي بذلت فيه العديد من الدول حول العالم الغالي والنفيس من أجل المحافظة على صحة الإنسان وسلامته فإن بعض الدول الفقيرة كان الأثر الإقتصادي عليها أكبر، وهذا ما أكده تقرير نشرته مؤسسة (بيل وميليندا) مؤخراً، إذ أوضحت بأن الآثار المترتبة على جائحة كورونا أرجعت التقدم العالمي في مجال الصحة 25 عاماً إلى الوراء وعرّضت الملايين لخطر الأمراض المميتة والفقر ، ووفقاً (لرويترز) فإن كوفيد 19 تسبَّب في زيادة نسبة من يعانون الفقر المدقع إلى 7% وانخفاض حملات التطعيمات المنتظمة إلى مستويات لم يشهدها العالم منذ التسعينيات.


الوضع الاقتصادي العالمي تأثَّر بشكل كبير حول العالم وتراجعت معدلات النمو بشكل سلبي، وتشير تقديرات صندوق النقد الدولي بأن الاقتصاد العالمي سيفقد 12 تريليون دولار أو أكثر بنهاية عام 2021، وهي أكبر خسارة في الناتج المحلي الإجمالي على مستوى العالم منذ نهاية الحرب العالمية الثانية، بالرغم من إنفاق 18 تريليون دولار كمحاولات لتحفيز الاقتصاد العالمي، وكل ذلك ترك أثراً سلبياً على الجهود الكبرى التي كانت تبذل من أجل خفض مستوى الفقر في العالم. وحول أهداف التنمية المستدامة التي وضعتها الأمم المتحدة للحد من الفقر وتحسين الصحة أوضح التقرير أن العالم تراجع في الـ 12 شهراً الماضية في كل المؤشرات تقريباً، وقال الرئيس التنفيذي لمؤسسة جيتس: «بعد انحسار الفقر المدقع على مدى 20 عاماً متتالية نرى الآن انتكاسة.. فلدينا مايقرب من 70 مليوناً عادوا إلى دائرة الفقر المدقع في عام 2020، وارتفع معدل الفقر العالمي من 8.23% في عام 2019م إلى 9% في 2020 .

ماسبق لا يدعونا إلى الاستسلام أو التشاؤم بل على العكس، إذ يجب على العالم أن يلتقط أنفاسه ويستأنف التقدم في مكافحة الفقر والتغلب على الظروف الصعبة الموجودة حالياً، فالجائحة عالمية وتحتاج إلى تعاون واستجابة عالمية مشتركة، وعلى الصعيد المحلي فقد بذلت الدولة -رعاها الله- جهوداً كبرى لتخفيف آثار الجائحة وقدمت المبادرات المتنوعة والتي كلفت مئات المليارات لدعم الاقتصاد المحلي بشكل عام والقطاع الخاص بشكل خاص، وكل ذلك يدعونا كمجتمع إلى الوقوف مع تلك الجهود الكبرى بتلمُّس احتياجات بعضنا البعض كأفراد والحرص على تفقد أحوال الآخرين من حولنا وخصوصاً من نعلم أوضاعهم المادية فنحرص على مساندتهم بما يتيسر لنا خصوصاً في هذه الظروف الصعبة.

أخبار ذات صلة

قتل طفل لحساب الدَّارك ويب!!
ألا يستحون؟!
الخلايا الجذعية والحبل الشوكي
أقمار من خشب!!
;
هُويتنا وقيمنا وأخلاقياتنا العربية والإسلامية.. في خطر
رجع الصدى
لا شيء في الضوضاء.. غير وجهك يا معطاني!
القمع من المهد إلى اللحد!!
;
رحم الله معالي الدكتور عبدالله المعطاني
التحريض على الفسق والفجور
أبلة زهرة.. ومدرسة «الفتاة»
العناية بالمواهب عبر التاريخ
;
أبناؤنا.. والإنترنت المظلمة!
ذاكرة المطوفات.. ‏إضاءات تاريخية مشرقة
مقرر الكتابة الوظيفية والإبداعية.. مهلًا!
محمد بن سلمان.. و «رؤية 2030»