أرمينيا وأذربيجان.. عَبْس وذِبْيان!!

لا أحبّ الحروب بالطبع، بل أذمُّها، وأرى أنّ صوت أبواقها هو من أنكر الأصوات، لأنّها تجرّ الثبور والويلات للشعوب، ما لم تكن دفاعاً عن الأوطان والمقدّسات.

وأذكر بهذا الصدد الشاعر الجاهلي زُهير بن أبي سُلْمى، الذي كان يكره الحروب، وله أبيات شعر كثيرة عن ذمِّها، ومنها ما خصّ بها قبيلتي عبس وذبيان المتحاربتيْن، فقال:


وما الحرب إلّا ما علمتم

وذقتمو..


وما هو عنها بالحديث

المرجّمِ

متى تبعثوها تبْعثُوها ذميمةً..

وتضْرَ اذا ضرّيتموها فتضرمِ

فتعرككم

عرك الرحى بثغالها..

وتلقحْ كشافاً ثم تنتجْ فتتْئمِ

فتنتج لكم غلمان أشْأم كلّهم..

كأحمر عادٍ ثم ترضع فتفطمِ

غير أنّني لا أخفيكم سرّاً أننّي حَمِدْتُ الله على الحرب التي اشتعلت بين أرمينيا وأذربيجان، لا كُرْهاً في البلدين، ولا أعرف عنهما أصلاً إلّا بقدر ما أعرف عن ماكاو وتايوان، فضلاً عن أمنيتي الصادقة بإيقاف الحرب وإجراء الحوار الكفيل لحلّ المشكلة بينهما، لكنّ حمْدي لله كان لأنّ العرب هم ضحايا الحروب الوحيدون في العقود الماضية مقارنةً بالأقاليم العالمية، وأُدْخِلُوا بمؤامرات من جهات دولية وإقليمية في حروب كثيرة أفقدتهم الكثير من أراضيهم وثرواتهم وأبنائهم، وخسروا معظم الحروب المفروضة عليهم، بدءًا من فلسطين ومصر والأردن والعراق وسوريا ولبنان والسودان وليبيا وغيرها، وبقدر ما نُكِبُوا من الحروب بقدر ما نَعِمَت دول العالم الأخرى بالسلام والتنمية، ولهذا فإنّ حرب أرمينيا وأذربيجان هي حرب غير، وقد تكون الحرب الأولى التي لم يُخطّط ضدّ العرب فيها، والحمد لله، ويكفي العرب ما هم فيه، عساهم يتعافُون ويتمتّعون بالنقاهة من مضاعفات الحروب السابقة، وينعمون بالسلام الدائم، مع اعتذاري لأرمينيا وأذربيجان، راجياً لهما السلام بالمثل وشرّ التدخّل الخارجي من فُلان التركي وعِلّان الإيراني وأبو العفارم الروسي، والمطلوب الآن هو أن يتطوّع أحدهم فيُترجم شعر ابن أبي سُلْمى للغتي البلدين، ويهديه لهما، ففيه كلّ الحكمة!.

أخبار ذات صلة

اللا مركزية.. بين القصيبي والجزائري
الصناعة.. وفرص الاستثمار
ما الذي يفعله ذلك الزائر السري؟
نظرية الفاشلين!!
;
رؤية المملكة.. ترفع اقتصادها إلى التريليونات
أوقفوا توصيل الطلبات!!
نواصي #حسن_الظن
قتل طفل لحساب الدَّارك ويب!!
;
ألا يستحون؟!
الخلايا الجذعية والحبل الشوكي
أقمار من خشب!!
هُويتنا وقيمنا وأخلاقياتنا العربية والإسلامية.. في خطر
;
رجع الصدى
لا شيء في الضوضاء.. غير وجهك يا معطاني!
القمع من المهد إلى اللحد!!
رحم الله معالي الدكتور عبدالله المعطاني