شكراً للجيش الأبيض

في الماضي كان الجنود هم وحدهم الذين يقفون على الحدود ويرابطون للذود عن حمى الأوطان وحمايتها من أي عدوان والدفاع عنها وعن المواطنين والتضحية بأرواحهم في سبيلها، وكانوا مضرب المثل والنموذج الأسمى في تقديم الحياة رخيصة من أجل أمن الوطن والمواطن، ولذلك كان لهم -ولايزال- كل التقدير والاحترام والإجلال والمكانة الرفيعة، كيف لا وهم يسهرون في خنادق الحروب ويرابطون في الوقت الذي ينام فيه الآخرون ملء أجفانهم آمنين مطمئنين في بيوتهم وبين أبنائهم.

اليوم قدمت لنا جائحة كورونا والتي انتشرت منذ بداية العام لتعم كافة أرجاء العالم جيشاً جديداً وهو ما أصبح يطلق عليهم اسم (الجيش الأبيض) وهم الأطباء والممرضون والمسعفون وجميع العاملين في مجال الرعاية الصحية الذين هبوا في معظم أنحاء العالم ومنذ بداية الجائحة للتقدم للصفوف الأمامية وخوض المعركة الوطنية بكل حزم وعزيمة لمحاربة ذلك الوباء ورعاية المصابين بالفايروس فجعلوا من المنشآت الصحية وكأنها ثكنات عسكرية رابطوا فيها ليل نهار وضربوا لنا فيها أروع الأمثلة في التفاني لمواجهة هذا الوباء، فمنهم من مات في تلك المعركة الشرسة وقدم حياته أثناء عمله ثمناً للعناية بالرضى، ومنهم من أصيب ومنهم من حرم من لقاء أبنائه وأسرته لأشهر متعددة خوفاً من أن يصيبهم بالعدوى.


هذا التفاني وتلك التضحية من هؤلاء الأبطال كانت محل تقدير واعتزاز من خادم الحرمين الشريفين -يحفظه الله- فقد أشاد في الكلمة التي وجهها في شهر مارس الماضي للمواطنين والمقيمين بخصوص جائحة كورونا بالجهود التي يبذلها العاملون في القطاع الصحي وشملت كلمته -يحفظه الله- التقدير بعطاء وإخلاص وتفاني العاملين في الصفوف الأمامية من الممارسين الصحيين وذلك في لفتة أبوية كريمة قائلاً: (نخص العاملين في المجال الصحي، أولئك الذين يقدمون جهوداً جليلة للمحافظة على صحة المواطن والمقيم، باذلين نفوسهم في مواجهة هذه المرحلة الدقيقة). كما بادرت العديد من المجتمعات حول العالم بالاحتفاء بالكوادر الصحية والطبية واعتبارهم أبطالاً ورموزاً وطنية فدائية لأنهم يقفون اليوم على ثغرة هامة هي ثغرة الأمن الصحي والذي يسعى للحد من تأثيرات الأحداث الصحية المهددة لسلامة المواطنين. إن مايقدمه القطاع الصحي اليوم -وخصوصاً الأطباء- الذين يعملون بلا كلل ولا ملل في مواجهة هذا الوباء الخطير وبكل صبر ورباطة جأش وإنكار للذات في سبيل حماية الآخرين من أفراد المجتمع ومعاونة المرضى والمصابين حتى يتماثلوا للشفاء لهو أمر يدعو للفخر والاعتزاز ودور بطولي رائع يستحقون عليه كل إشادة وتقدير واحترام وامتنان ومساندة وتشجيع، فنسأل الله أن يحفظهم من كل شر ويحميهم من كل سوء، وأن يشفي مُصابيهم ويرحم من مات منهم ويسكنه فسيح جناته.

أخبار ذات صلة

قتل طفل لحساب الدَّارك ويب!!
ألا يستحون؟!
الخلايا الجذعية والحبل الشوكي
أقمار من خشب!!
;
هُويتنا وقيمنا وأخلاقياتنا العربية والإسلامية.. في خطر
رجع الصدى
لا شيء في الضوضاء.. غير وجهك يا معطاني!
القمع من المهد إلى اللحد!!
;
رحم الله معالي الدكتور عبدالله المعطاني
التحريض على الفسق والفجور
أبلة زهرة.. ومدرسة «الفتاة»
العناية بالمواهب عبر التاريخ
;
أبناؤنا.. والإنترنت المظلمة!
ذاكرة المطوفات.. ‏إضاءات تاريخية مشرقة
مقرر الكتابة الوظيفية والإبداعية.. مهلًا!
محمد بن سلمان.. و «رؤية 2030»