سُذّج الوتس آب!!

أعلم علم اليقين، أنّ هناك أشخاصاً «يُهكّرون» واتس آب جوّالات النّاس بغرض انتحال الشخصيات ثمّ النصْب على الغير، وهم خطيرون للغاية، وخارجون عن القانون، ويستحقّون إنزال أشدّ العقوبات بهم فيما لو قبضت عليهم يُد العدالة، لا سيّما وأنّ «التهكيرَ» ليس هواية لهم فحسْب بل مهنة يحترفونها، وبئس المهنة كما بئِسَت الهواية!.

لكن في المقابل، لم يكن «المُهَكِّرون» ليُعمِّروا في هذه المهنة لولا طيبة كثيرٍ من مُستخدمي الواتس آب التي تصل لدرجة السذاجة، وتجعل «المُهكِّرين» يستلقون على ظهورهم من شدّة الضحك عليهم بعد فراغهم من النصْب وحصولهم على مُرادهم من «التهكير»!.


كمثال: هاكم هذه القصّة الواقعية التي حصلت في جدّة قبل أيّام، إذ «تهكّر» واتس آب قريبةٍ لي من قبل أحد النصّابين، وأرسل منه رسالة لإحدى صديقاتها يطلب منها تحويل مبلغ ٥ آلاف ريال كقرْض اضطراري إلى حسابٍ بنكيٍ على أساس أنّ الحساب يخصّ قريبتي، ورغم انعدام أيّ تعامل مالي سابقاً بين قريبتي وبين صديقتها إلّا أنّ الصديقة لم تكترث بالتأكّد من الأمر عبر الاتصال الهاتفي بقريبتي، على الأقل من باب «ليطمئنّ قلبي»، وغلبت عليها طيبتها، عفواً.. سذاجتها، فحوّلت المبلغ لها، عفواً.. له، ثمّ شكّت في الأمر بعد أن بعث لها النصّاب برسالة شُكْر تضمّنت عبارات لم تألف على سماعها من قريبتي، لكن حين لا ينفع شكّ، فاتّصلت بقريبتي التي أنكرت طلب القرض بالطبع!.

والصديقة الآن لجأت للشرطة التي أبلغتها أنّ نصّاباً محترفاً نصب عليها، وليتها تُوفّق في القبض عليه، أمّا القريبة فوقعت في موقفٍ مُحْرِج، وألغت تطبيق الواتس آب وحمّلته مرّة أخرى بعد حمايته بالطرق الإلكترونية المضمونة!.


وهذه قصّة واحدة من مئات القصص المؤسفة التي تؤكّد أنّ السعوديين مُستهدفون من قبل النصّابين، وصيد ثمين لهم، من داخل المملكة أحياناً ومن خارجها أحايين كثيرة، ولا حلّ إلّا بالوقاية منهم، ولا حلّ إلّا بتحويل طيبتهم لكياسة وفطنة، وحذر ومكْر، وإلّا وقعوا ضحايا لهؤلاء النصّابين المجهولين الذين عاثوا في الواتس آب مُفسِدين، وحوّلوه لِجُحْر يلدغون منه النّاس كما تفعل الحيّة الرقطاء في جُحرِها لمن يُدْخِل يده فيه، ويا أمان من لديه واتس آب وهو عمّا يُحاك به من الغافلين، وإن أتَتْك رسالة يا صاحبي وفيها طلب مساعدة مالية أو قرض ممّن تعرفه فتبيّن منه قبل أن تعضّ أصابع الندم، حفظنا الله جميعاً من جوائح الاستغفال والنصْب!.

أخبار ذات صلة

قتل طفل لحساب الدَّارك ويب!!
ألا يستحون؟!
الخلايا الجذعية والحبل الشوكي
أقمار من خشب!!
;
هُويتنا وقيمنا وأخلاقياتنا العربية والإسلامية.. في خطر
رجع الصدى
لا شيء في الضوضاء.. غير وجهك يا معطاني!
القمع من المهد إلى اللحد!!
;
رحم الله معالي الدكتور عبدالله المعطاني
التحريض على الفسق والفجور
أبلة زهرة.. ومدرسة «الفتاة»
العناية بالمواهب عبر التاريخ
;
أبناؤنا.. والإنترنت المظلمة!
ذاكرة المطوفات.. ‏إضاءات تاريخية مشرقة
مقرر الكتابة الوظيفية والإبداعية.. مهلًا!
محمد بن سلمان.. و «رؤية 2030»