البنات لسْنَ هبَات!!

لم أرَ شيئاً إيجابياً في مقطع الفيديو المُتداول لرجل أعمال سعودي وهو يقابل أحد مشاهير السناب شات، فيسأله: هل أنت متزوّج؟ فيُجيبه المشهور بالنفي، فيردّ عليه رجل الأعمال: اسمع، جاءتك البنت «أظنّه يقصد ابنته» وسأرسلها من بيتي لك، وإنّها هديّة منّي «يعني بدون مهر»، ليشكره المشهور ويقبّل رأسه للتعبير عن شكره وامتنانه وقبوله للهدية!.

ومعاملة البنت كهبة موروث اجتماعي خاطئ، وهي معاملة شاذّة حتّى لو كان الرجل المُوهوبة له ذا أخلاق عالية، فالمرأة الابنة ليست هبة بتصرّف أبيها، يهديها لمن يشاء، وقتما يشاء، دون علمها وموافقتها المُسبقة، ودون مهر هو فريضة من الله يشعرها بقيمتها عند أهلها وعند زوجها، ولا يُقلّل من شأنها في قادم الحياة!.


وحسب علمي المتواضع، خُصّ النبيّ صلّى الله عليه وسلّم فقط دون سائر أمّته، وخالصةً له من دون كلّ المؤمنين، بمن في ذلك الصحابة الأفضل من مشهور السناب، بأن تُوهب له امرأة دون مهر، إذا وهبته المرأة المؤمنة نفسها بنفسها، فقال الله عزّ وجلّ في الآية رقم ٥٠ من سورة الأحزاب:

«يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَحْلَلْنَا لَكَ أَزْوَاجَكَ اللَّاتِي آتَيْتَ أُجُورَهُنَّ وَمَا مَلَكَتْ يَمِينُكَ مِمَّا أَفَاءَ اللَّهُ عَلَيْكَ وَبَنَاتِ عَمِّكَ وَبَنَاتِ عَمَّاتِكَ وَبَنَاتِ خَالِكَ وَبَنَاتِ خَالَاتِكَ اللَّاتِي هَاجَرْنَ مَعَكَ وَامْرَأَةً مُّؤْمِنَةً إِن وَهَبَتْ نَفْسَهَا لِلنَّبِيِّ إِنْ أَرَادَ النَّبِيُّ أَن يَسْتَنكِحَهَا خَالِصَةً لَّكَ مِن دُونِ الْمُؤْمِنِينَ ۗ قَدْ عَلِمْنَا مَا فَرَضْنَا عَلَيْهِمْ فِي أَزْوَاجِهِمْ وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ لِكَيْلَا يَكُونَ عَلَيْكَ حَرَجٌ ۗوَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَّحِيمًا»!.


وقصّة تزويج التابعي سعيد بن المُسيّب لابنته على أحد تلاميذه الفقراء، وإحضاره لها لبيته بنفسه، جاءت بعد أن علّمه فترةً من الزمن، وعاين أخلاقه، فأراد أن يتصدّق عليهما معاً، يتصدّق عليه بالزوجة الصالحة التي ربّاها بيده، ويتصدّق عليها بالزوج الصالح الذي يعرف معدنه، وليس كما يُقال بمفردات هذا الزمن «من الشُبّاك للباب»، ولا فجأة أمام كاميرات الجوّال، ومن يفعل ذلك أظنّه يسترخص نفسه وابنته، ويستعجل استعجالاً قد يُفضي لغير ما تُحمد عواقبه، والله أسأل أن يُوفّق كلّ الأزواج، فالزواج أمانة وتكاليف شرعية وحياة طويلة ومسئوليات مشتركة، وليس مُتعة عابرة محلّها وسائل تواصل إلكترونية قد تقطع أكثر ممّا تصل!.

أخبار ذات صلة

اللا مركزية.. بين القصيبي والجزائري
الصناعة.. وفرص الاستثمار
ما الذي يفعله ذلك الزائر السري؟
نظرية الفاشلين!!
;
رؤية المملكة.. ترفع اقتصادها إلى التريليونات
أوقفوا توصيل الطلبات!!
نواصي #حسن_الظن
قتل طفل لحساب الدَّارك ويب!!
;
ألا يستحون؟!
الخلايا الجذعية والحبل الشوكي
أقمار من خشب!!
هُويتنا وقيمنا وأخلاقياتنا العربية والإسلامية.. في خطر
;
رجع الصدى
لا شيء في الضوضاء.. غير وجهك يا معطاني!
القمع من المهد إلى اللحد!!
رحم الله معالي الدكتور عبدالله المعطاني