الذي أعجبني في الانتخابات الأمريكية!!

هو التقنية الذكية التي طوّرتها قناة CNN بغرض تغطيتها الإعلامية للانتخابات الأمريكية، ولا جَرَمَ أنّ القناة تستحقّ لقب أفضل قناة إخبارية في العالم، رغم تحفّظي على بعض مواقفها السياسية بانحيازها الصارخ ضدّ القضايا العربية.

وتتجلّى التقنية في الشاشة الإلكترونية الخاصّة بتغطية الانتخابات، وهي تعمل باللمس، كما لو كانت شاشة جوّال أو آيباد، وتعرض خريطة الولايات الأمريكية الـ٥٠ والمقاطعات الأمريكية التي تُعدُّ بالآلاف، وتعرض أولاً بأول وحيّاً على الهواء نتائج الانتخابات فيها، وتحدّثها كلّ دقائق، فضلاً عن أرقام أصوات الناخبين الذين تجاوزوا ١٤٠ مليون ناخب، وهي مهمّة ليست سهلة، ومن برمج الشاشة هو عبقري من عباقرة الإلكترونيات.


وتعرض الشاشة المقاطعات والولايات التي فاز بها الرئيس الأمريكي دونالد ترمب باللون الأحمر، والمقاطعات والولايات التي فاز بها الرئيس المنتخب جو بايدن باللون الأزرق، وقد تعرضها إمّا حمراء وفيها بقع زرقاء أو زرقاء وفيها بقع حمراء كدليل على أماكن الاختلاف في التصويت وعدم انتهائه، فإذا ما انتهى التصويت احْمَرَّت المقاطعة والولاية أو ازْرَقَّت، لتصبّ كلّها في رصيد الفائز ضمن المجمّع الانتخابي.

وليس هذا فقط، بل تعرض الشاشة نتائج التصويت في كلّ مقاطعة وولاية في الانتخابات السابقة (٢٠١٦م)، بغرض إجراء مقارنة مع الحالية، ومحاولة وتوقّع النتيجة، الأمر الذي يجعل متابعة الانتخابات مثيرة للمشاهد وكأنّه متداول في شاشة سوق الأسهم ومترقّب للونيْها الأخضر الذي يعني الربح والأحمر الذي يعني الخسارة.


وقد وضعت القناة هذه الشاشة بين أنامل أفضل وأقدم مذيْعيْن فيها خلال فترة ذروة المشاهدة للتحليل والتعليق، وهما John King وWolf Blitzer اللذيْن بأمانة قدّما درساً لكلّ المذيعين حول العالم في الاحترافية والإلمام بما يفعلانه وسرعة البديهة والجِدّية والإجادة وكأنّهما أخصائييْن في البرمجة الإلكترونية والإحصاء الرقمي وليسا فقط مذيعيْن ناقليْن للأخبار مثل الكثير من المذيعين العرب الذي يفتقرون للتطوير، ويجلبون الملل للمشاهد والمستمع فيُغيّر قنواتهم بالريموت كونترول بلا مبالاة، فزمننا هو زمن الإلكترونيات شاء البعض أم أبى!.

أخبار ذات صلة

قتل طفل لحساب الدَّارك ويب!!
ألا يستحون؟!
الخلايا الجذعية والحبل الشوكي
أقمار من خشب!!
;
هُويتنا وقيمنا وأخلاقياتنا العربية والإسلامية.. في خطر
رجع الصدى
لا شيء في الضوضاء.. غير وجهك يا معطاني!
القمع من المهد إلى اللحد!!
;
رحم الله معالي الدكتور عبدالله المعطاني
التحريض على الفسق والفجور
أبلة زهرة.. ومدرسة «الفتاة»
العناية بالمواهب عبر التاريخ
;
أبناؤنا.. والإنترنت المظلمة!
ذاكرة المطوفات.. ‏إضاءات تاريخية مشرقة
مقرر الكتابة الوظيفية والإبداعية.. مهلًا!
محمد بن سلمان.. و «رؤية 2030»