لا تصنع من نفسك سجلاً للعابرين!

· يتفاوت الناس في تقبل النقد والتعامل مع آراء الآخرين.. الرغبة في القبول والتوافق الاجتماعي مع الناس أمر طبيعي جداً ومفهوم، بل ومطلوب أيضاً شريطة أن تكون لدينا القدرة على فهم الفارق الكبير بين التوافق الإيجابي الطبيعي، وبين التبعية المرضية؛ والضعف الذي يسمح لأحكام الآخرين وآرائهم بالسيطرة علينا، وإدخالنا في دوامات لا نهائية من القلق والتوتر والتشويش النفسي المرهق.

· من المفيد جداً الاستماع للآخرين وتقبل آرائهم.. لكن من المهم أيضاً أن تكون لدينا القدرة على فلترة هذه الآراء وفهم دوافعها، وعدم السماح للسيئ منها بالتأثير علينا، فليست كل الآراء التي تأتيك جديرة بالاهتمام، بعضها ارتجالي وغير دقيق وبعضها الآخر غير نزيه أصلاً.. المزعج أن تشاهد من ينقادون بشكل لا واعٍ لكل هذه الآراء وصولاً إلى حد القسوة على أنفسهم (لست ذكيًا – لست ناجحاً – لست مقبولاً –


لست قوياً).. هؤلاء يظل الآخرون يخبرونهم بالطريقة التي يجب أن يعيشوا بها ويسيروا عليها في كل أمور حياتهم حتى تفسد!.

· من المضحك جداً أن الناس أياً كان سوؤهم أو صلاحهم لهم آراء عجيبة حول كيف يجب أن يعيش الآخرون حياتهم!. هذه تطفل إنساني يجب تفهمه، كما يجب تفهم أنه ليس من الضروري التأثر به وأخذه على محمل الجد في كل مرة. التفاعلات الاجتماعية والقبول أمران مهمان ويمكنهما تحسين جودة حياتك، لكن من المهم التنبه لمصدر الرأي ومصداقيته وبعده أو قربه منك، فدوائر التأثير الاجتماعي التي تحيط بنا والتي تأتي منها هذه الآراء مختلفة في كل شيء بل ومتباينة أحياناً، لذا يجب ألّا نبالغ في الاهتمام بكل ما يأتي من الآخرين، حتى لا ندمر الكثير بدواخلنا.


·المرونة النفسية هي مهارة يمكن تعلمها، لكنها يجب أن تبدأ من داخلك، ومن محيطك الأقرب فقط، فبمجرد أن تبدأ العمل في مشروع التصالح مع ذاتك، والثقة بها، ستدرك أنك لست بحاجة إلى كل آراء الآخرين للحكم على نفسك. اهتم بآرائك وآراء دائرتك الخاصة التي تعرفها وتعرفك جيداً، أولئك الذين يهتمون بأمرك بالفعل من أقارب وأصدقاء مقربين جداً، فهم من يستطيعون إصدار أحكام صحيحة.

. يقولون إذا أردت أن تعيش سعيداً فلا تستمع لآراء الآخرين في الآخرين، فكيف الحال مع نفسك!.. ‏لا تصنع من نفسك سجل زيارات يكتب فيه الزائرون والعابرون آراءهم وانطباعاتهم السريعة عنك، ويوجهونك كما يشاءون.. ‏ولا تكن ريشة في مهب ريح الآراء.. خلقك الله في أحسن تقويم فكن واثقاً من نفسك، أنت أكثر من تعرف نفسك وقيمتك ونواقصك، اقبلها كما هي ثم ابدأ في تطويرها وتحسينها، وستجد أن تأثير أحكام الآخرين آخذ في التلاشي.. ثق بنفسك وتذكر دوماً أن الله لم يخلقك كي تثير إعجاب الآخرين.

أخبار ذات صلة

قتل طفل لحساب الدَّارك ويب!!
ألا يستحون؟!
الخلايا الجذعية والحبل الشوكي
أقمار من خشب!!
;
هُويتنا وقيمنا وأخلاقياتنا العربية والإسلامية.. في خطر
رجع الصدى
لا شيء في الضوضاء.. غير وجهك يا معطاني!
القمع من المهد إلى اللحد!!
;
رحم الله معالي الدكتور عبدالله المعطاني
التحريض على الفسق والفجور
أبلة زهرة.. ومدرسة «الفتاة»
العناية بالمواهب عبر التاريخ
;
أبناؤنا.. والإنترنت المظلمة!
ذاكرة المطوفات.. ‏إضاءات تاريخية مشرقة
مقرر الكتابة الوظيفية والإبداعية.. مهلًا!
محمد بن سلمان.. و «رؤية 2030»