هكذا تكون القُرى سببًا للبطالة!!

أتمنّى من صميم قلبي، على المسؤولين الذين بأيديهم دواة صُنْع القرار، أن يزوروا القُرى النائية عن المدن، لعلّهم يرون بأمّ أعينهم ويكتشفون سبباً آخر مهمّاً للبطالة الكئيبة، وهو خفيّ وغير خفيّ في نفس الوقت، فيعالجونها بالتي هي أحسن، وبالتي تخدم المواطن في الحصول على لُقمة عيْشه الكريمة بيُسْر وسهولة، وتخدم الوطن في ربوعه الكبيرة!.

ولو زار المسؤولون القُرى لوجدوا العشرات منها وقد نقصها الكثير من الخدمات التي أفقدتها جاذبية العَيْش فيها لدرجة تدنو من الصِفْر أو ربّما كانت تحت الصِفْر بالسالب، فلا يُفضّلها عاطلونا الباحثون عن العمل، وهذا أمر طبيعي وفِطْري لا يُلامون عليه، ويُركّزون التنقيب عن العمل في المدن لتفوّقها الكبير في توفير هذه الجاذبية.


والمشكلة هي أنّه في خِضِمّ هذا التفضيل، اختلّ توازن توطين الوظائف لدينا اختلالاً مُبيناً، وضلّت بوصلة مؤشّره اتجاهها الصحيح والسليم، في القُرى كما في المدن، باستحواذ الأجانب على معظم فُرص العمل بمختلف الشهادات الدراسية المطلوبة له، سواءً الدُنيا منها أو العُليا!.

والحلّ هو الاهتمام الأكبر بالقُرى، وتطويرها النوعي والكمّي، وتنميتها الشاملة، وإعادة النظر في توزيع أماكن المشروعات التنموية المتركّزة الآن في المدن ومحيطها الضيق لتشمل القُرى، لا سيّما وأنّ العديد من القُرى يملك المُكوِّنات الطبيعية المناسبة لاحتضان هذه الإعادة واستضافة المشروعات، مثل المشروعات الصناعية والزراعية والتجارية وغيرها، فإن استوطنتها المشروعات توسّعت دائرة الاقتصاد الوطني، وجلبت معها كمّاً كبيراً من الخدمات فالجاذبية الكفيلة بإقناع عاطلينا الباحثين عن العمل بالعيْش والاستقرار فيها، بعد أن تطمئن قلوبهم لتشابه المعيشة بينها وبين المدن حيث عاشوا معظم سنين حياتهم.


والمطلوب هو عمل خارطة طريق للمشروعات تكون فسيحة لتشمل القُرى التي هي مثل العروق الصغيرة في إمدادها لمناطق الجسم الكبيرة بالدم، فلماذا لا نضخّ فيها مزيداً من الدم يحمل معه أكسجين الحياة وبلسمه لكلّ مواطن ومقيم؟.

أخبار ذات صلة

قتل طفل لحساب الدَّارك ويب!!
ألا يستحون؟!
الخلايا الجذعية والحبل الشوكي
أقمار من خشب!!
;
هُويتنا وقيمنا وأخلاقياتنا العربية والإسلامية.. في خطر
رجع الصدى
لا شيء في الضوضاء.. غير وجهك يا معطاني!
القمع من المهد إلى اللحد!!
;
رحم الله معالي الدكتور عبدالله المعطاني
التحريض على الفسق والفجور
أبلة زهرة.. ومدرسة «الفتاة»
العناية بالمواهب عبر التاريخ
;
أبناؤنا.. والإنترنت المظلمة!
ذاكرة المطوفات.. ‏إضاءات تاريخية مشرقة
مقرر الكتابة الوظيفية والإبداعية.. مهلًا!
محمد بن سلمان.. و «رؤية 2030»