لا تعش في جلابيب الآخرين!

· من عجائب وغرائب النفس الإنسانية انه عندما لا يتم اختيارها لأي أمر؛ فإنها تشعر بالاستياء والغضب، حتى وإن كانت لا تحبذ هذا الأمر من الأساس!.. لأن الاختيار في حد ذاته يعدّ نوعاً من الانتصار في نظرها.. هل لاحظت كيف نشعر بالرضا والزهو عندما يتم اختيارنا ولو في أمر ساذج؟!. معظم الناس يعيشون حياتهم اليومية تحت ضغط فكرتَي القبول والاختيار، فيجتهدون في إرضاء الآخرين وإن على حساب حياتهم الخاصة، معتقدين أن هذا نوع من النجاح، بل إن البعض يصل حد (الفوبيا) من قول (لا) خوفاً من رفض الناس وعدم قبولهم أو اختيارهم له!.

· هذا واحد من أكبر السجون والمعتقلات النفسية التي يضع البعض فيها نفسه برغبته واختياره، وكأنه يتخلى عن شخصيته وهويته وحياته الخاصة نظير رضا الآخرين عنه، والعيش تحت مظلاتهم.. إنهم يفكرون بمنطق: «يجب أن أفعل ما يحبه الآخرون (زملائي/ أصدقائي/ جيراني) «بدلاً من» (يجب أن أفعل ما أحبه، وما هو أفضل بالنسبة لي)».. وما لا يدركه هؤلاء هو أنهم لن يستطيعوا الحفاظ على حياة مدفوعة دائماً بوقود قبول الآخرين فقط، فثمن العيش بهذه الطريقة باهظ وصعب جداً، لأنهم ببساطة يعيشون النسخة الخطأ من أنفسهم.


· إن الخطوة الأهم في التخلص من وهم (حاجتك المستمرة للعيش في جلابيب الآخرين) هو نجاحك في تصميم البيئة التي تلائم شخصيتك وترضيها وتنميها.. البيئة التي تغذّي روحك وتغنيها عن الآخرين، إن لم تصنع بيئتك الخاصة وتتحكم فيها، فإن البيئات الأقوى هي من ستصنعك وتتحكم فيك.

· بيئتك الداعمة تبدأ من عند عدم مجاملتك لأحد على حساب ذاتك.. لذا كن أنت ولا تتلوّن بلون غيرك.. انتبه لنفسك جيداً‏، ‏انتبه لذاتك وفكرك وهدوئك وثباتك النفسي.. كن محباً للجميع دون أن تسمح لأحد بالإساءة لشخصك، كن كريماً لكن لا تسمح لأحد باستغلالك.. ثق بمن حولك دون سذاجة، واستمع للآخرين دون أن تفقد هويتك.. ارفع حروفك عن كلمات النفاق والمحاباة الممجوجة.. سامح من أخطأ بحقك ولكن تعلّم ورتّب الناس في حياتك ، سامح نفسك؛ ولكن لا تكرر أخطاءك.. عش عفويتك وحريتك ولا تتنازل عن مبادئك واعتقاداتك ‏فلست مجبراً أن تشبه من حولك أو تماثلهم.


· باختصار.. ركز على أن تصبح الشخص الذي تفخر به.. هذا بالمناسبة لا يتطلب رضا ولا موافقة ولا رخصة من أحد، رضاك الداخلي أهم وأغلى .. اختر نفسك دوماً، فعدم استقلالك سيفقدك الكثير؛ ثقتك، اتزانك، وربما حياتك.. استقل بذاتك ما استطعت وتوقف عن مجاملة أي شخص عندما يتعلق الأمر بهويتك، ركز على نفسك. واهتم بتطوير بيئتك الخاصة حيث يمكن لذاتك الحقيقية أن تتنفس بعمق.

أخبار ذات صلة

قتل طفل لحساب الدَّارك ويب!!
ألا يستحون؟!
الخلايا الجذعية والحبل الشوكي
أقمار من خشب!!
;
هُويتنا وقيمنا وأخلاقياتنا العربية والإسلامية.. في خطر
رجع الصدى
لا شيء في الضوضاء.. غير وجهك يا معطاني!
القمع من المهد إلى اللحد!!
;
رحم الله معالي الدكتور عبدالله المعطاني
التحريض على الفسق والفجور
أبلة زهرة.. ومدرسة «الفتاة»
العناية بالمواهب عبر التاريخ
;
أبناؤنا.. والإنترنت المظلمة!
ذاكرة المطوفات.. ‏إضاءات تاريخية مشرقة
مقرر الكتابة الوظيفية والإبداعية.. مهلًا!
محمد بن سلمان.. و «رؤية 2030»