مصير المبادرة السعودية لإيقاف الحرب في اليمن

كل الدول الكبرى والأمم المتحدة رحبت بالمبادرة السعودية لإيقاف الحرب في اليمن إلا الحوثي المصدر الإرهابي الذي تسبب في تلك الحرب بانقضاضه على الحكومة الشرعية وأخذ يمارس القتل والتشريد ومازال رافضًا لقرارات الشرعية الدولية والرأي العام الدولي برغم كل ما يسببه من معاناة للشعب اليمني.

جيش الشرعية اليمني غير قادر على حسم المعركة على الأرض وهذا يدل على أن خبراء إيران وعملاءها يمارسون أساليب الإبادة وتجنيد الأطفال وإجبارهم على الالتحاق بصفوف المحاربين ضد أبناء جلدتهم.


منذ زمن طويل واليمن بؤرة صراعات قبلية مع الحياة في المكان الأول.. ومع الإنسان ضد الإنسان القريب والبعيد تتجاذب أهله أهواء الغرباء ويحيط بهم الفقر والقسوة. يعيشون على القليل ويحرثون الأرض بأظافرهم بحثًا عن لقمة العيش برغم خيرات الأرض التي لا تُحصى ولا تُعد ولكن انشغالهم بالصراعات القبلية جعلهم يدعسون على الخير دون أن يروه ويسيرون في الاتجاه المعاكس لكل ما تتطلبه الحياة السوية. والحقيقة المُرة أن الحياة في اليمن لم تتعدَّ الحالة القبلية المبنية على التنازع بين أفراد المجتمع في إطار لم يواكب ركاب المعاصرة. قالوا (ما نشتي الإمامة) وانقلبوا عليها.. وقالوا اليمن واحد واتحدوا ولكنهم مازالوا منقسمين، الشمال يقسو على الجنوب -الحداثي نوعًا ما- الذي يرفض الاضطهاد ويطالب بالعدالة أو الانفصال والعقلية القبلية في الشمال لا تريد إلا ما تشاء أن يكون على هواها بغض النظر عن كل محاولة من الداخل أو من الخارج لانتشال اليمن وشعبه الممزق من تخلفه وعزلته وفقره الذي لا مبرر له إلا لعنة الجهل وغواية الغاوين. في اليمن الثقافة فردية والديموقراطية عبثية والديانة مزاجية والمطالبة بالحداثة ثورية من فوهة البندقية ذات الشرر، وفي خضم كل المتناقضات يضيع العقل والموضوعية ومعها يذهب الأمل وتبقى الفوضى ديدن الحياة. والحوثي الذي ارتمى في حضن إيران شكلاً لأسباب عبثية يظن أنه أذكى من إيران ويريدهم أن ينصروه حتى ينتصر وينقلب عليهم. إن غياب مرجعية موحدة لشعب اليمن دينية أو سياسية أدخلت كل اليمن في دوامة الصراعات التي لا طائل منها إلا مزيدًا من المعاناة والفقر والقتل حتى أصبح الانتماء للقبيلة بكل مساوئها قبل الانتماء للوطن، والإنسانية مفقودة لأن القاتل والقتيل إنسان يمني لمبررات واهية.

إن ضحايا الصراعات منذ الثورة على الإمام لا تحصى ولا تعد ولا بصيص أمل في النفق المظلم لتوقف القتال، وإيران تستخدم اليمن منصة وورقة تفاوض في محاولة لمشروع الهيمنة على المنطقة الذي تسعى لتحقيقه في الوقت الذي تقوم دول التحالف بقيادة السعودية بتلبية نداء الدفاع عن الحكومة الشرعية ووحدة اليمن وعدم السماح لإيران بزعزعة الأمن والاستقرار في المنطقة من خلال أذرعتها الإرهابية. فهل بقي في اليمن عقلاء يدركون ما يُحاط بهم وببلدهم؟.


إن الفرصة متاحة إذا سمع اليمن بكل فئاته مبادرة نداء إعلان وقف نزيف الحرب من قبل السعودية والبدء في عملية الإعمار والتنمية المستدامة، وليعلم القاصي والداني في اليمن أن هذا الطريق الأمثل وأنه لا انتصار في الحروب التي تحركها أطماع إيران الإرهابية ومصالح الدول الكبرى وأن حسن الجوار مع دول الخليج هو الطريق الأمثل.

أخبار ذات صلة

قتل طفل لحساب الدَّارك ويب!!
ألا يستحون؟!
الخلايا الجذعية والحبل الشوكي
أقمار من خشب!!
;
هُويتنا وقيمنا وأخلاقياتنا العربية والإسلامية.. في خطر
رجع الصدى
لا شيء في الضوضاء.. غير وجهك يا معطاني!
القمع من المهد إلى اللحد!!
;
رحم الله معالي الدكتور عبدالله المعطاني
التحريض على الفسق والفجور
أبلة زهرة.. ومدرسة «الفتاة»
العناية بالمواهب عبر التاريخ
;
أبناؤنا.. والإنترنت المظلمة!
ذاكرة المطوفات.. ‏إضاءات تاريخية مشرقة
مقرر الكتابة الوظيفية والإبداعية.. مهلًا!
محمد بن سلمان.. و «رؤية 2030»