الدول الكبرى ومفهوم المخاطر الدولية..!

عندما يكون هناك مصادر مخاطر جوهرية تهدد السلم العالمي يستوجب الأمر ألا يوجد أي خلاف عليها بين الدول الكبرى ذات العضوية الدائمة في مجلس الأمن والمفترض أنها الضامن للسلم العالمي (الصين وأمريكا وروسيا وبريطانيا وفرنسا) على وجه الخصوص لأن التماهي مع مصادر الخطر قد تجر لكارثة كونية لن تسلم من عواقبها أي دولة خاصة عندما تكون في منطقة مثل الخليج العربي أكبر وأهم مصدر للبترول والغاز في العالم بجانب الممرات الدولية للتجارة العالمية قناة السويس وباب المندب ومضيق هرمز بوابة الخليج العربي على بحر العرب.

أسلحة الدمار الشامل محرمة دوليًا بموجب مواثيق دولية صادقت عليها الأغلبية العظمى من دول العالم وفي مقدمتها الدول الكبرى دائمة العضوية في مجلس الأمن والموقعة على اتفاق 5+1 النووي مع إيران الذي لم تلتزم به إيران وعلى إثر ذلك انسحبت منه الولايات المتحدة الأمريكية أثناء ولاية الرئيس السابق ترامب وبعد ذلك تمادت إيران في خرق الاتفاق والمفترض أن يكون الموقف الدولي من قبل الدول الكبرى واحد وثابت في نفس الوقت ضد تجاوزات إيران التي تثبت مجريات الأحداث أنها تسعى لامتلاك قدرات نووية ضد القرارات الأممية التي تحرم ذلك.. والدول المارقة التي تعودت أن تضع المجتمع الدولي أمام خيارات كلها صعبة وعندما يكون الخيار فرض عقوبات اقتصادية عليها يكون شعبها هو المتضرر وقيادات إيران تلعب على وتر الضرر الذي لحق بشعبها بسبب إجراءاتها المتطرفة التي تتخذ من الإرهاب وسيلة لزعزعة الأمن والاستقرار في دول جوارها وتصل تداعياته لمصالح دول العالم.


والخلل الذي أدى إلى تعنت إيران له ثلاثة أسباب رئيسية:

الأول: أن الدول 5+1 لم تكن على وفاق تام من منع إيران من الحصول على سلاح نووي بأي وسيلة ولذلك أعطت إيران الانطباع أن ما تطالب به يمكن تحقيقه ولن تمانع في ذلك الدول الأوروبية خاصة بعد انسحاب ترامب من الاتفاق بدون تنسيق واتفاق على ذلك من قبل حلفاء أمريكا الرئيسيين في أوروبا فرنسا وبريطانيا.


ثانيًا: الموقف الروسي الصيني كان مبنيًا على تحقيق مصالح بعيدة المدى في منطقة الخليج العربي على حساب أمريكا بصفة ان إيران بلد بترولي ولديها مشاريع تنموية كبيرة لمن يقترب منها ويعمل اتفاقات بعيدة المدى مثل الذي فعلته الصين وروسيا من زاوية السلاح مثل الصواريخ المتقدمة التي هي مدار خلاف بين تركيا وحلف النيتو.

ثالثًا: نجاح الديموقراطيين في الانتخابات ومجيئ جو بايدن الذي كان مؤيدًا لصفقة 5+1 بصفته نائب الرئيس براك أوباما الذي أبرم الاتفاق في الأشهر الأخيرة من ولايته.

رابعًا: استغلت إيران الأموال التي أفرج عنها أوباما في أمور عسكرية وإرهابية وتطويرية لمختبراتها النووية والتوسع في دعم ميليشياتها الإرهابية في دول الجوار العراق وسوريا ولبنان واليمن خاصة بعد انسحاب ترامب من الاتفاقية.

المفاوضات الجارية حاليًا في فيينا في غياب أمريكا المباشر تعتبرها إيران انتصار لأن مواقف الدول الكبرى ليست على وفاق تام وتعطي الانطباع بعدم الجدية في منع إيران من امتلاك قدرات نووية.

وفي الختام إن حجر الزاوية في الصراع النووي مع إيران يهدد مصير معاهدة منع انتشار أسلحة الدمار الشامل الذي تنص عليه المعاهدة والدول الكبرى تعلم أن ذلك لا محالة سيفتح الباب لسباق تسلح نووي في منطقة الشرق الأوسط إذا نجحت إيران في مسعاها وأصبحت دولة نووية تهدد الأمن والاستقرار في العالم.

أخبار ذات صلة

قتل طفل لحساب الدَّارك ويب!!
ألا يستحون؟!
الخلايا الجذعية والحبل الشوكي
أقمار من خشب!!
;
هُويتنا وقيمنا وأخلاقياتنا العربية والإسلامية.. في خطر
رجع الصدى
لا شيء في الضوضاء.. غير وجهك يا معطاني!
القمع من المهد إلى اللحد!!
;
رحم الله معالي الدكتور عبدالله المعطاني
التحريض على الفسق والفجور
أبلة زهرة.. ومدرسة «الفتاة»
العناية بالمواهب عبر التاريخ
;
أبناؤنا.. والإنترنت المظلمة!
ذاكرة المطوفات.. ‏إضاءات تاريخية مشرقة
مقرر الكتابة الوظيفية والإبداعية.. مهلًا!
محمد بن سلمان.. و «رؤية 2030»