إنهم يأكلون بعضهم.. فماذا يفعل الفلسطينيون؟!

في التقرير الموضوعي المنشور في «الشرق الأوسط» لمراسلها في تل أبيب، يقول الزميل نظير مجلي: إن أقطاب الحكومة الجديدة في إسرائيل يسعون للمصادقة عليها في الكنيست غداً، فيما يطلق رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، إلى ملعبها «لغماً» ثانياً برفض إخلاء بؤرة استيطانية جديدة، أقيمت قبل نحو شهر!. وفي المقابل تفجَّر خلاف بين اليمين المتطرف في الحكومة الجديدة وبين وزير الأمن فيها بيني غانتس، حول مكانة الاستيطان. ويرى مراقبون، أن الاستيطان يمكن أن «يفجّر» هذه الحكومة في أسابيعها الأولى.

ورغم كل الدلائل التي تشير إلى بلورة تحالف الحكومة الجديدة، لا يستبعد أحد احتمال انشقاق عضو كنيست في اللحظة الأخيرة خلال التصويت، فيؤدي ذلك إلى نسف هذه الجهود ومن ثم منع تنصيب الحكومة!.


واللافت للنظر في المسألة الإسرائيلية الداخلية هو الاستخدام الواقعي لمصطلحات وأسماء التفجير والهدم والنسف والألغام، وكلها تستخدم بالفعل في التعامل على الأرض مع الفلسطينيين في أرضهم المحتلة!.

ولأن نتنياهو يعرف أكثر من غيره، أن ائتلاف حكومة بنيت - لبيد يضم حالياً، أكبر وأخطر سبعة أحزاب صهيونية متطرفة من جملة 8 ممثلة بـ61 عضو كنيست: «ييش عتيد»، «كاحول لافان»، «يمينا»، «يسرائيل بيتينو»، «العمل»، «تيكفا حداشا»، «ميرتس»، فقد راح يزايد ويمارس ألاعيبه حتى الرمق الأخير!.


وفي مهمته الأخيرة لتفجير الموقف وزرع الألغام قرر تأجيل مسيرة الاستيطان الاستفزازية في القدس المحتلة إلى يوم الثلاثاء المقبل الذي سيكون عملياً أول يوم عمل فعلي للحكومة الجديدة، ليتابع صهاينة العالم ما الذي ستفعله الحكومة حال اشتعال الموقف!.

أكثر من ذلك، فقد منع نتنياهو وزير الأمن في حكومته بيني غانتس من إرسال قوات الجيش لإخلاء بؤرة استيطان «أبيتار» التي أقيمت قبل شهر فقط على أراضٍ فلسطينية محتلة قرب بلدة تقوع في ضواحي بيت لحم، وتقطنها 40 عائلة من المستوطنين!

وتبعاً لذلك، توجه قطيع المستوطنين إلى تلة قريبة وأحضروا معهم كرافانات البيوت الجاهزة، ثم باشروا بناء بيوت من الخرسانة، وتأدية الرقصات والطقوس التلمودية!.

في كل الأحوال وسواء تم إقرار الحكومة الصهيونية الجديدة، أو بقي نتنياهو، تبقى الحقيقة الساطعة المتمثلة في الفشل الإسرائيلي الذريع في تحسين الصورة، والظهور أمام العالم وكأن اسرائيل دولة، وكأن الفرقاء فيها أحزاب لا عصابات، وكأن القدس عاصمة لكيان محتل لا لدولة عربية اسمها فلسطين!.

مع ذلك، وللاسف الشديد، من حق نتنياهو أن يمد ساقه، ومن حق خصمه أن يفغر فاه، ومن حق الكيان المغتصب أن يواصل مهمته، طالما ظلت المنظمات الفلسطينية متفرقة، وطالما بقيت هناك حكومتان لدولة فلسطين المكتملة المنتظرة واحدة في غزة والأخرى في رام الله!

فاذا أضفت إلى ذلك، هذا المشهد البغيض لشخص أو شحط من حماس في عز الفرح العربي، يسافر إلى اليمن لشكر الحوثيين، ستعرف لماذا تتأخر عودة القدس العربية.. أكرر العربية!.

أخبار ذات صلة

قتل طفل لحساب الدَّارك ويب!!
ألا يستحون؟!
الخلايا الجذعية والحبل الشوكي
أقمار من خشب!!
;
هُويتنا وقيمنا وأخلاقياتنا العربية والإسلامية.. في خطر
رجع الصدى
لا شيء في الضوضاء.. غير وجهك يا معطاني!
القمع من المهد إلى اللحد!!
;
رحم الله معالي الدكتور عبدالله المعطاني
التحريض على الفسق والفجور
أبلة زهرة.. ومدرسة «الفتاة»
العناية بالمواهب عبر التاريخ
;
أبناؤنا.. والإنترنت المظلمة!
ذاكرة المطوفات.. ‏إضاءات تاريخية مشرقة
مقرر الكتابة الوظيفية والإبداعية.. مهلًا!
محمد بن سلمان.. و «رؤية 2030»