كتاب

التقديم الحضوري والإلكتروني للوظائف!!

قبل فترة طويلة من الزمن كان تقديم المواطنين للوظائف في جهات القطاعين الحكومي والخاص يتمّ حضورياً، وكان كلّ طالب وظيفة يحمل في يده ملفّاً أخضراً ـيُسمّى الملفّ العلّاقي- هل تذكرونه؟ أنا أذكره كما أذكر أبنائي وبناتي!.

وكان الملفّ يحتوي على وثائق طالب العمل الشخصية وشهاداته الدراسية وسيرته الذاتية، ويحمله في قلبه ووُجْدانه قبل أن يحمله في يده وأنامله!.


وكُنّا أحياناً نُشاهد صفوفاً طويلة من طالبي الوظائف أمام الجهات، الأمر الذي يستدعي تواجد الجهات الأمنية بغرض تنظيم عملية التقديم وتخفيف الازدحام وتلافي المشكلات التي تنتج عن هكذا صفوف!.

وكانت الصفوف منظراً غير جميل، والحمد لله أنّها قد انقرضت وحلّ بدلاً منها التقديم الإلكتروني عبر الإنترنت في مواقع الجهات، وسهّل ذلك عملية التقديم للوظائف، وهو أفضل من التقديم الحضوري كما تَفْضُلُ السماء على الأرض!.


لكن مع تراوح نسبة البطالة في مكانها رغم التقديم الإلكتروني للوظائف الأسهل والأسرع، وتجاوزه لسنّ الطفولة وبلوغه لمرحلة الشباب، بل وربّما زادت نسبة البطالة عمّا كانت عليه خلال حُقبة التقديم الحضوري، أستطيع القول إنّ التقديم الإلكتروني لم يُساهم في حلّ مشكلة البطالة لأنّه أخفى عن المسئولين حجمها الحقيقي الذي كان يُرى رأي العين مع التقديم الحضوري، وأنّ الخلل موجود في الجهات التي لم تتفاعل جيّداً مع البطالة، وعجزت عن توطين الوظائف، تلك المهمّة السهلة الممتنعة، وجعلت التقديم الإلكتروني الأسرع والأسهل بطيئاً كالسلحفاة وصعباً في تحقيق النتائج المرجوّة، وأنّ ملايينها التي أنفقتها لتأسيس مواقع التقديم الإلكتروني وتشغيلها قد تكون ذهبت أدراج الرياح!.

وأنا هنا لا أدعو لإعادة التقديم الحضوري للوظائف، فهذا أشبه بالدعوة للعودة للعصر الحجري بينما نحن في عصر الفضاء، وإنّما أدعو لإصلاح باطن الجهات بتوظيف كلّ مواطن وسعيها جيّداً لحلّ مشكلة البطالة، دون الاهتمام بظاهر التقديم الإلكتروني الذي يبدو من «برّه» هالله هالله، ومن «جُوّه» يعلم الله!.

أخبار ذات صلة

قتل طفل لحساب الدَّارك ويب!!
ألا يستحون؟!
الخلايا الجذعية والحبل الشوكي
أقمار من خشب!!
;
هُويتنا وقيمنا وأخلاقياتنا العربية والإسلامية.. في خطر
رجع الصدى
لا شيء في الضوضاء.. غير وجهك يا معطاني!
القمع من المهد إلى اللحد!!
;
رحم الله معالي الدكتور عبدالله المعطاني
التحريض على الفسق والفجور
أبلة زهرة.. ومدرسة «الفتاة»
العناية بالمواهب عبر التاريخ
;
أبناؤنا.. والإنترنت المظلمة!
ذاكرة المطوفات.. ‏إضاءات تاريخية مشرقة
مقرر الكتابة الوظيفية والإبداعية.. مهلًا!
محمد بن سلمان.. و «رؤية 2030»