كتاب

لعبة الأرقام

الأرقام بصفتها الأساسية حقيقية كأرقام وليست وهمية أو كاذبة، ولكنها للأسف تقع أحياناً في أيدي بعض من امتهنوا الكذب والاحتيال ممن يسعى لتحقيق هدف أو تعزيز وجهة نظر معينة فيعمل على تسخيرها لتكون أداة أو وسيلة لتحقيق تلك المستهدفات. لغة الأرقام أصبحت عند البعض أشبه باللعبة التي يمكنها أن تدعم أكبر الحجج وقد تتمكن في الوقت نفسه من دحض أعتى الشبهات، ولذلك حرص البعض على احتراف لعبة الأرقام وخصوصاً الإحصاءات واستخدامها خصوصًا في الدراسات والأبحاث والعروض، وقد نشر الكاتب الأمريكي داريل في عام 1954م كتاباً كان عنوانه هو (كيف تكذب بالإحصائيات) وبطبيعة الحال فإن الكتاب لا يسعى إلى تعليم الكذب باستخدام الإحصاء ولكن ينبه إلى وسائل الاحتيال والكذب المحتملة من خلال استخدام الإحصاءات.

خلال هذا الأسبوع نشرت صحيفة الوطن تقريراً عن قيمة المتابعين في مواقع التواصل الاجتماعية وكيف أن هوس تحقيق الشهرة الزائفة يدفع البعض للجوء للدفع إلى متاجر إلكترونية لزيادة عدد المتابعين وتكوين قاعدة جماهيرية غير حقيقية، وقد أشار التقرير بأن أسعار المتابعين تتفاوت من متجر إلى آخر كما تختلف حسب طبيعة المنصة ومميزات المتابعين ولكنها قد تبدأ من 10 هللات للمتابع الواحد ما يعني الحصول على 1000 متابع بـ100 ريال و10,000 متابع بالف ريال.


تلك الأرقام في حقيقتها صحيحة ولكنها تتبع لحسابات افتراضية أو وهمية فمن يسعى لها ممن يأمل في الشهرة لا يهمه إيجاد قاعدة جماهيرية حقيقية لأنه لا يملك محتوى أو إمكانيات تساعده على تحقيق ذلك الهدف ولذلك فإنه يسعى من خلال تلك المتاجر لإيهام الآخرين والاحتيال عليهم بشراء أولئك المتابعين من تلك المتاجر فيعتقد البعض أن صاحب ذلك الحساب ذو شهرة فيقوموا بمتابعته.

الأرقام لا تكذب ولكن لمن يتحلى بالأمانة والصدق والدقة ويبتعد عن الغش وخداع الآخرين وإيهامهم.

أخبار ذات صلة

هل التجنيد العسكري هو الحل؟
حصاد الخميس..!!
أهالي شدا الأعلى والتعاون المثمر
خيارات المسيَّر: ملكوت الشعر وجنونه
;
علامات بيولوجية جديدة للكشف عن السرطان
معيار الجسد الواحد
قراءة.. لإعادة هيكلة التعليم وتطويره في بلادنا
دراسة الرياضيات
;
«يا أخي الهلاليين لعيبة»!
الضحايا الصغار.. وغفلة الكبار
طريق الفيل: أثر «الأحلام» الخائبة (3-3)
جامعاتنا.. ونموذج أرامكو في التأثير المجتمعي
;
لا حج إلا أن يكون بأرضها!!
إسرائيل.. كلبٌ بأسنانٍ حديدية
ابنك النرجسيُّ.. مَن يصنعُهُ؟!
قرار حكيم.. «الآن تنطقون» ؟!