كتاب

الشعراء ومحيطهم الاجتماعي...!!

.. منذ العصر الجاهلي والشعر في حياة العرب له قيمته وللشاعر مكانته.

وكان عمر بن الخطاب يقول بحسب بعض الروايات «كان الشعرعلم قوم لم يكن لهم علم أصح منه».


وكانت القبيلة اذا ما ظهر فيهم شاعر احتفوا به وأقاموا له الأفراح، وذلك لأهمية وجود الشاعر في القبيلة، فهو لسان حالها، وهو من يتحدث عنها في الحرب والسلم...!!

*****


.. وللشعراء منزلتهم ومكانتهم من الخلفاء والولاة والحكام يدنونهم في مجالسهم ويغدقون عليهم بالعطايا.

وعلى مر الحقب التاريخية ظل الشعر وظل الشعراء يحتفظون بمكانتهم وأهميتهم ليس عند الحكام فقط ولكن في الأوساط الاجتماعية عموماً...!!

*****

.. ووصلت أهمية الشعراء أنهم يسوقون بالشعر.

نذكر قصة ذلك التاجر العراقي الذي كان يتاجر «بالخُمر» في المدينة، وباع كل ألوان الخُمر إلا اللون الأسود، لم يشتره أحد، لأن نساء المدينة لا يلبسون الخُمر السوداء.

فاغتمّ التاجر لكساد بضاعته ومرَّ عليه (مسكين الدارمي) وكان شاعراً جزلاً محبوباً، فكتب له القصيدة المشهورة « قل للمليحة في الخمار الأسود... ماذا فعلتِ بناسكٍ مُتعبد» وأمره أن يلقيها في السوق، فما بقيت فتاة ولا سيدة إلا واشترت منه لتكون هي تلك المليحة...!!

*****

.. وكان الشعراء يرفعون أنساباً ويرخون أخرى.

ونذكر قصة قبيلة «أنف الناقة» التي كان أبناؤها يشعرون بالحرج والعار بين قبائل العرب بسبب تسميتهم، فطلبوا من الحطيئة أن يمدحهم فقال قصيدته:

« قوم هم الأنف والأذناب غيرهم... ومن يُسوِّي بأنف الناقة الذنبا»؟!.

وأصبح الاسم مفخرة لهم...!!

*****

.. واليوم مازال للشعراء مكانتهم، بل الملك فيصل رحمه الله كان شاعر محاورة.

وقرأت للأستاذ تركي الدخيل مقالاً أعتقد عنوانه «بين طرفة بن العبد والملك فيصل»، تحدث فيه عن الكثير من الجوانب الشعرية عند الملك فيصل يرحمه الله.

والملك فهد يرحمه الله كان شاعراً وهو صاحب قصيدة «حنا هل العوجا».

وفينا أمراء كثر شعراء ووزراء، ولا تخلو المجالس والحفلات بمستوياتها من الشعر والشعراء...!!

*****

.. وبالتأكيد للشعراء مسؤولياتهم المجتمعية بل وحتى أدوارهم التنموية. وسأقف قليلاً عند شعراء العرضة الجنوبية.

هؤلاء لهم وهجهم بحكم الحفلات والمناسبات والعادات في ذلك. وقد وظَّف بعضهم قصائده في حل الخلافات القبلية والمجتمعية.

فقصيدة من الشاعر بن ثامره رحمه الله حلَّتْ نزاعاً ما بين قبيلة وقبيلة..

ورأيت الشاعر عبدالله البيضاني يقوم بالإصلاح بين قبيلتين.

ولشعراء آخرين حضورهم في إصلاح ذات البين وعتق الرقاب.

وأجزم أن هذه في صلب مسؤولياتهم الاجتماعية بحكم قبولهم عند الناس. وهم أهل لذلك...!!

*****

.. ما بعد كورونا سنعود الى الحفلات، ولكني أتمنى تعزيز هذه الجوانب الاجتماعية فالمجتمع في حاجة اليها، وهم القادرون والمقدرون.

كما أتمنى أن تكون كورونا فرصة لتقييم مساراتنا الشعرية...!!

أخبار ذات صلة

قتل طفل لحساب الدَّارك ويب!!
ألا يستحون؟!
الخلايا الجذعية والحبل الشوكي
أقمار من خشب!!
;
هُويتنا وقيمنا وأخلاقياتنا العربية والإسلامية.. في خطر
رجع الصدى
لا شيء في الضوضاء.. غير وجهك يا معطاني!
القمع من المهد إلى اللحد!!
;
رحم الله معالي الدكتور عبدالله المعطاني
التحريض على الفسق والفجور
أبلة زهرة.. ومدرسة «الفتاة»
العناية بالمواهب عبر التاريخ
;
أبناؤنا.. والإنترنت المظلمة!
ذاكرة المطوفات.. ‏إضاءات تاريخية مشرقة
مقرر الكتابة الوظيفية والإبداعية.. مهلًا!
محمد بن سلمان.. و «رؤية 2030»