كتاب

يوم راتب المتقاعد!!

هذه قصّة حقيقية رواها لي متقاعد، وليست من نسج الخيال: يقول المتقاعد: استيقظتُ صباح يوم ٢٥ من الشهر الميلادي، فتفقّدتُ رسائل جوّالي وحَمِدْتُ الله على نزول راتبي في حسابي البنكي، وقد نزل كالعادة مُقتطعاً بسبب خصْم البنك لقسط قرضي البالغ ٢٥٠٠ ريال، والذي أخذته لترميم بيتي حين كُنْتُ على رأس الوظيفة، وستستمرّ أقساطه لشهور أخرى، وتمنّيْتُ في نفسي أن يعفيني البنك من الاقتطاع ولو لمرّة واحدة، لا سيّما وأنّه قد استعاد رأس مال القرض ويربح الكثير، لكنّ البنوك لا تعفو، والحمد لله على كلّ حال!.

ثمّ تناولتُ إفطاري وأدوية السكّر والضغط، وبدأتُ بعدها أضع ميزانية الشهر: فاتورة الكهرباء = ٢١٠٠ ريال، يا إلهي، إنّي وأهل بيتي حريصون على الترشيد، فلماذا تتضخّم الفاتورة بشكل دائم؟!. فاتورة المياه = ٤٠٠ ريال، يا إلهي، لقد فحصتُ خزّان المياه ودفعتُ الآلاف لإصلاح تسرّباته، وما زالت الفاتورة مرتفعة، أنّى هذا؟!.


فواتير ٢ واي فاي إنترنت = ٥٠٠ ريال، يا إلهي، إنّ الإنترنت عصب الحياة ولا غنى عنه، فلماذا تكلفته مرتفعة بينما هو في بعض دول الخارج شبه مجّاني؟!.

راتب السائق الذي استقدمته ليُعينني على مشاويري وأهل بيتي الكثيرة وعلى حراسة البيت = ١٨٠٠ ريال!.


راتب عاملة المنزل التي تُنظّف وتكنس وتكوي وتطبخ ولا غنى عنها لمن في مثل سنّي وظروفي وأهلي = ١٨٠٠ ريال!.

السبّاك الذي أصلح لي بعض التجهيزات = ٣٥٠ ريالا!.

الكهربائي الذي استبدل المصابيح الصينية المعطوبة = ١٧٥ ريالا!.

بنزين السيارة في ظلّ ارتفاع قيمته وسرعة استهلاكه = ١٤٠٠ ريال!.

مراجعة الطبيب للفحوصات رُبْع السنوية = ١٥٠٠ ريال!.

معونة الابن والابنة العاطليْن عن العملحتّى موعد التوظيف = ١٠٠٠ ريال!.

المواد الغذائية والاستهلاكية المرتفعة الأسعار = ٢٠٠٠ ريال!.

ثمّ حسبْتُ المتبقّي من راتبي بعد سويعات من نزوله علمًا بأنني من ميسوري الحال والراتب، فوجدْتُ أنّني لا أستطيع ادّخار أي مبلغ، ولو ريال واحد، بل أنّ المتبقّي منه قد يكفي لأسبوعين فقط من الشهر وعلىّ تدبّر أمري للأسبوعين الأخيرين، إمّا بالتحمّل أو بالاستلاف من الأقارب والأصدقاء، هذا إذا كانوا أحسن من حالي، وهذا هو حالي كمتقاعد منذ سنوات علمًا بأن راتبي يعتبر جيدًا فكيف بالمتقاعدين محدودي الراتب، هل ذلك يُرضي المجتمع؟ أم هناك حاجة لإعادة النظر في حال المتقاعدين الذين أفنوا حياتهم في خدمة الوطن بتخفيف الأعباء المالية عنهم، وتأمينهم طبياً، وتوظيف أولادهم وبناتهم، بل وحتّى ترفيههم.

أخبار ذات صلة

قتل طفل لحساب الدَّارك ويب!!
ألا يستحون؟!
الخلايا الجذعية والحبل الشوكي
أقمار من خشب!!
;
هُويتنا وقيمنا وأخلاقياتنا العربية والإسلامية.. في خطر
رجع الصدى
لا شيء في الضوضاء.. غير وجهك يا معطاني!
القمع من المهد إلى اللحد!!
;
رحم الله معالي الدكتور عبدالله المعطاني
التحريض على الفسق والفجور
أبلة زهرة.. ومدرسة «الفتاة»
العناية بالمواهب عبر التاريخ
;
أبناؤنا.. والإنترنت المظلمة!
ذاكرة المطوفات.. ‏إضاءات تاريخية مشرقة
مقرر الكتابة الوظيفية والإبداعية.. مهلًا!
محمد بن سلمان.. و «رؤية 2030»