كتاب

٩٩٠

العمود الشديد الذي تقوم عليه المُواطَنَة الحَقّة هو ألّا يَحْقِرَنّ المواطن العادي أيّ معلومة أمنية تُعزّز أمن وطننا الذي لا يفوقه أيّ كيان آخر بكلّ أرجاء الدنيا في القيمة والأصالة والقداسة.

وقد لا يعلم الكثير أنّ تبليغ المواطن للمعلومة الأمنية له قواعد شرعية هي آداب في حقيقة الأمر، ومنصوص عليها في القرآن الكريم، وهو ليس محلّ المزاج والأهواء الشخصية بل له أسس واضحة، والله عزّ وجلّ يقول في معرض تقريعه للطائفة التي بَيَّتَت الشرّ في المدينة المنوّرة خلال العصر النبوي:


«وَإِذَا جَاءَهُمْ أَمْرٌ مِّنَ الْأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُوا بِهِ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَىٰ أُولِي الْأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنبِطُونَهُ مِنْهُمْ وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لَاتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ إِلَّا قَلِيلًا».

إذن، فالحكم الشرعي حالياً، وبعد وفاة النبيّ صلّى الله عليه وسلّم، هو عدم المسارعة بإذاعة أيّ خبر من الأمن أو الخوف قبل عرضه على وليّ الأمر الذي هو قادر على استنباط ما في الخبر، ومعالجته باحترافية لصالح أمن الوطن، وليس بالطبع كما يقول أبو الأسود:


أَذَاعَ بِهِ فِي النَّاسِ حَتَّى كَأَنَّهُ..

بِعَلْيَاء نَارٌ أُوقِدَتْ بِثَقُوبِ!

وقبل أيام، شاهدْتُ مقطع فيديو بُثّ إلينا من لبنان المحتلّ من حزب الشيطان وإيران، ووجدْتُ فيه ما قد يُعزّز أمن الوطن فيما لو صدقت ما فيه أخبار، فبلّغْتُ عنه على الرقم الأمني «٩٩٠»، وكم أعجبتني احترافية العاملين فيه، وسهولة التعامل معهم، ورُقيّ تعاملهم، والثقة الكبيرة التي يمنحونها للمُبلِّغ، ومراعاتهم لظروفه، بل ومساعدته وشكره وتقدير جهوده حتّى لو كانت متواضعة، وكأنّهم عاملون في مركز اجتماعي خيري لرفع المعنويات، هم وزملاؤهم في الميدان، أولئك الجنود المجهولون الذين يعملون ٢٤ ساعة كلّ يوم طيلة أيام السنة لحماية الوطن من أعدائه الكُثُر ممّن كشفوا أقنعتهم الزائفة، وبدت البغضاء من أفواههم، وما تُخفي صدورهم أكبر، وأظهروا كراهيتهم لنا بعد تمثيليات من الحبّ والوئام!.

شكراً ٩٩٠ بحجم السماء، وحفظ الله وطننا من الحاقدين والأعداء.

أخبار ذات صلة

قتل طفل لحساب الدَّارك ويب!!
ألا يستحون؟!
الخلايا الجذعية والحبل الشوكي
أقمار من خشب!!
;
هُويتنا وقيمنا وأخلاقياتنا العربية والإسلامية.. في خطر
رجع الصدى
لا شيء في الضوضاء.. غير وجهك يا معطاني!
القمع من المهد إلى اللحد!!
;
رحم الله معالي الدكتور عبدالله المعطاني
التحريض على الفسق والفجور
أبلة زهرة.. ومدرسة «الفتاة»
العناية بالمواهب عبر التاريخ
;
أبناؤنا.. والإنترنت المظلمة!
ذاكرة المطوفات.. ‏إضاءات تاريخية مشرقة
مقرر الكتابة الوظيفية والإبداعية.. مهلًا!
محمد بن سلمان.. و «رؤية 2030»