كتاب

طيور إبراهيم!!

كثيرون منّا يقرأون الآية الكريمة رقم «٢٦٠» من سورة البقرة، لكنّهم يجهلون تفاصيل ما ورد فيها من قصّة عظيمة وخارقة تُبيّن قدرة الله القاهرة فوق جميع مخلوقاته.

إنّها: «وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِي الْمَوْتَى قَالَ أَوَلَمْ تُؤْمِن قَالَ بَلَىٰ وَلَٰكِن لِّيَطْمَئِنَّ قَلْبِي قَالَ فَخُذْ أَرْبَعَةً مِّنَ الطَّيْرِ فَصُرْهُنَّ إِلَيْكَ ثُمَّ اجْعَلْ عَلَىٰ كُلِّ جَبَلٍ مِّنْهُنَّ جُزْءًا ثُمَّ ادْعُهُنَّ يَأْتِينَكَ سَعْيًا وَاعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ». ولم يكن قول إبراهيم نتيجة ضعف إيمانه، حاشاه، بل أحَبّ أن يترقّى من علم اليقين إلى عين اليقين، أو من إيمان قويّ لإيمانٍ أقوى، وهذا هو ديدن الأنبياء.


وفي التفاصيل: أخذ إبراهيم طيور الغراب والطاووس والديك والحمامة، حسب معظم التفاسير، وذبحهنّ، وقطّعهنّ، ونتف ريشهنّ، ومزّقهنّ، وخلط بعضهنّ ببعض، ثم جزّأهنّ لأجزاء، وجعل على كلّ جبل من أصل سبعة جبال جزءاً من خلطة الطيور الميّتة، واحتفظ برؤوسهنّ في يده، ثمّ دعاهنّ، فجعل ينظر إلى الريش يطير إلى الريش المماثل له، والدم يطير إلى الدم المماثل له، واللحم يطير إلى اللحم المماثل له، وأجزاء كلّ طائر تتّصل ببعضها البعض، حتّى قام كلّ طائر على ذاته، وأتته الطيور تمشي سعياً بدون رؤوس ليكون أبلغ له في الرؤية التي طلبها، وجاء كلّ طائر ليأخذ رأسه الذي في يد إبراهيم، فإذا قدّم له رأساً غير رأسه يرفضه، وإذا قدّم إليه رأسه الصحيح تركّب مع بقية جثته بحول الله وقوّته فسبحان الله المُحي والمُميت.

وليتنا نُدرّس مثل هذه القصص العظيمة لأجيالنا الناشئة، كي يزدادوا إيماناً، فللأسف تعجّ بعض القنوات بأفلام كرتونية وألعاب إلكترونية فيها طيور لكنّ الكثير من قصصها يُنفّر الأجيال من دينهم الحنيف، وكما أنّ هناك مؤامرة عالمية على أجيال المسلمين بتطبيع الشذوذ الجنسي بينهم، فهناك مؤامرة أخرى لتطبيع الإلحاد بينهم، والحلّ هو تقريب الأجيال لخالقهم، عبر تلاوة وتدبّر قرآنه الكريم الذي فيه ما يُزيح شكوكهم، ويُرقِّي علم يقينهم لمرتبة عين اليقين، في زمنٍ صعبٍ أصبح القابضُ على دينه كالقابض على جمرة النار، ويا أمان أجيالنا الناشئة.

أخبار ذات صلة

قتل طفل لحساب الدَّارك ويب!!
ألا يستحون؟!
الخلايا الجذعية والحبل الشوكي
أقمار من خشب!!
;
هُويتنا وقيمنا وأخلاقياتنا العربية والإسلامية.. في خطر
رجع الصدى
لا شيء في الضوضاء.. غير وجهك يا معطاني!
القمع من المهد إلى اللحد!!
;
رحم الله معالي الدكتور عبدالله المعطاني
التحريض على الفسق والفجور
أبلة زهرة.. ومدرسة «الفتاة»
العناية بالمواهب عبر التاريخ
;
أبناؤنا.. والإنترنت المظلمة!
ذاكرة المطوفات.. ‏إضاءات تاريخية مشرقة
مقرر الكتابة الوظيفية والإبداعية.. مهلًا!
محمد بن سلمان.. و «رؤية 2030»