كتاب

أسطورة أمّ كلثوم!!

فاجأني أطفالٌ سعوديون بمعرفتهم للمطربة أمّ كلثوم، التي تُوفّيت في مثل هذه الأيام قبل ٤٧ سنة بالتمام والكمال.

وإن دلّ هذا على شيء فهو يدلّ على أنّ الطرب الأصيل لا يندثر مع الزمن، وأنّ تطوّر تقنية حفظ التسجيلات الصوتية ساهم في بقاء الطرب الأصلح، وليس مثل الطرب المُبتذل الذي رغم اشتهار أهله لفترة من الزمن ضمن هيجان غنائي مؤقّت، لكن سرعان ما يمسّهم سوط النسيان حتّى لو كانوا أحياء يُرزقون.


واسم أمّ كلثوم الأصلي هو فاطمة البلتاجي، ولُقِّبَت بـ«السِتّ» و«ثُومَة» و«كوكب الشرق»، وهي تُعتبر من أقوى الأصوات على مستوى العالم، إن لم تكن أقواها على الإطلاق، وهناك شائعة كنت أسمعها في طفولتي ولا أعلم مدى صحّتها عن طلب بعض الجهات الأوروبية من الحكومة المصرية السماح لها بإجراء تشريح طبّي لحنجرة أمّ كلثوم الأشبه بالذهب بُعيْد وفاتها لمعرفة سرّ قوّة صوتها، لكنّ الحكومة المصرية رفضت باعتبار أمّ كلثوم ثروة وطنية لا ينبغي المساس بها في الحياة والممات.

وأمّ كلثوم غنّت مئات الأغاني، للحبّ والوطن، في السِلْم وفي الحرب، ممّا يردّدها العرب من المحيط إلى الخليج حتّى الآن، ويحفظون كلماتها، بل إنّ غالبية المتقدّمين لبرامج المواهب الصوتية يُسوّقون مواهبهم بغنائها، ودغدغت أغانيها مشاعر العُشّاق، وألهبت أحاسيس الوطنيين، وهي المطربة العربية الأولى للعقود الماضية ولعقود آتية كثيرة، وما من شاعرٍ غنّت أمّ كلثوم قصائده إلّا واُشْتُهِر، وما من مُلَحِّنٍ نظّم لها إلّا واُشْتُهِر، وما من عازفٍ دقّ لها إلّا واُشْتُهِر، وكانت شوارع القاهرة وبعض العواصم العربية تخلو خلال ليلة حفلتها الشهرية، ويتجمّع معجبوها حول الراديو أو التلفزيون الأبيض والأسود لأجلها، وهم في حالة سلطانية تستحقّ إجراء البحوث والدراسات حولها، وهي بحقّ وحقيق أسطورة لا تتكرّر، وكانت جنازتها من أكبر الجنازات التي شهدها التاريخ المصري.


رحمها الله وغفر لها، لقد أسعدت الملايين بفنّها الراقي دون ابتذال، وكانت وما زالت، وبين الفينة والأخرى، محطّة استراحة وبهجة لقلوب كثيرة، مهمومة وكادحة.

أخبار ذات صلة

قتل طفل لحساب الدَّارك ويب!!
ألا يستحون؟!
الخلايا الجذعية والحبل الشوكي
أقمار من خشب!!
;
هُويتنا وقيمنا وأخلاقياتنا العربية والإسلامية.. في خطر
رجع الصدى
لا شيء في الضوضاء.. غير وجهك يا معطاني!
القمع من المهد إلى اللحد!!
;
رحم الله معالي الدكتور عبدالله المعطاني
التحريض على الفسق والفجور
أبلة زهرة.. ومدرسة «الفتاة»
العناية بالمواهب عبر التاريخ
;
أبناؤنا.. والإنترنت المظلمة!
ذاكرة المطوفات.. ‏إضاءات تاريخية مشرقة
مقرر الكتابة الوظيفية والإبداعية.. مهلًا!
محمد بن سلمان.. و «رؤية 2030»