كتاب

احمدوا الله على العمالة المنزلية!!

ملايين كثيرة، عشرات الملايين، وربّما أكثر، من العمالة المنزلية الأجنبية مرّوا على منطقة الخليج العربي خلال عقود، سواءً الشغّالات أو السائقين، وقد ساهموا في راحة ورفاهية العائلات الخليجية، ومع ذلك وعندما يُسيء بعضهم إلى كفلائهم المواطنين الخليجيين، يُعمّم البعض منّا الإساءة على جميع بني جلدتهم، وهذا خطأ كبير، وأشبه بفقاعة من الإشاعات، إذ من الطبيعي أن تختلف عمالة المنازل عن بعضهم البعض، وأن يكون منهم المُحسِن مثلما فيهم المُسيء!.

كمثال: نشر موقع صحيفة المرصد الإلكترونية قصّة السائق الهندي الذي يقيم في الكويت، وجلب مشعوذاً من بني جلدته، وسحر كفيله رجل الأعمال الكويتي فجعله تحت سيطرته، واستولى على الكثير من أمواله، وصار من الأثرياء الفاحشين، حتّى إنّه إذا سافر جوّاً إلى الهند في إجازة كان ذلك على الدرجة الأولى، وقد شكّت المباحث الكويتية في أمره وألقت القبض عليه، واعترف بجريمته التي صارت محلّ تحذير مُبالغ فيه في وسائل التواصل الاجتماعي من كلّ العمالة المنزلية بكافّة جنسياتها المختلفة!.


وعلى العكس، هناك ملايين الحالات الإنسانية لعمالة منزلية ممّن عاشوا في الخليج، وصاروا جزءًا من اللُحْمة الاجتماعية، وفضّلوا العيش بين ظهرانيْنا على العيش في بلادهم، وأخلصوا في أعمالهم، وأحبّتهم عائلاتنا حُبّاً كبيراً، وصارت لا تستغني عنهم في إقامة أو سفر، حتّى إذا حان موعد عودتهم النهائية لبلادهم انهمرت دموع الجميع لهذا الفراق المؤلم، وتوجّعت قلوبهم كما تتوجّع قلوب الأمّهات والآباء إذا فارقوا أحبّتهم، ومع ذلك لا تلتفت إليهم وسائل التواصل الاجتماعي، وتُعمّم إساءات بعضهم على جميعهم، وليس هذا من الإنصاف بل تشويه غير عادل، فالفاقة جلبتهم إلينا، والنيّة الطيبة والعمل المجتهد هو ديدن السواد الأعظم منهم، وكلّ بيت خليجي تقريباً يكاد ينطق بقصّة إنسانية لشغّالة أو سائق، ولنحمد الله كخليجيين أنّ كُنّا نحن أصحاب العمل المرتاحين وهم العُمّال الذين يشقون، وهذا من نعم الله علينا، ممّا أتمنّى دوامها لأبد الآبدين.

أخبار ذات صلة

قتل طفل لحساب الدَّارك ويب!!
ألا يستحون؟!
الخلايا الجذعية والحبل الشوكي
أقمار من خشب!!
;
هُويتنا وقيمنا وأخلاقياتنا العربية والإسلامية.. في خطر
رجع الصدى
لا شيء في الضوضاء.. غير وجهك يا معطاني!
القمع من المهد إلى اللحد!!
;
رحم الله معالي الدكتور عبدالله المعطاني
التحريض على الفسق والفجور
أبلة زهرة.. ومدرسة «الفتاة»
العناية بالمواهب عبر التاريخ
;
أبناؤنا.. والإنترنت المظلمة!
ذاكرة المطوفات.. ‏إضاءات تاريخية مشرقة
مقرر الكتابة الوظيفية والإبداعية.. مهلًا!
محمد بن سلمان.. و «رؤية 2030»