كتاب

المحبة والتراضي لجاري الافتراضي..!

لقد تغير العالم، ومع تغيّره لابدّ أن نتغيّر، وهكذا هو الإنسان الطبيعي والمنطقي.. إنه يمتلك المرونة بحيث يتغيّر مع تغيُّر الحياة ويضبط نفسه على إيقاعها.

وحتى يتضح المقال دعونا نضرب هذا المثال: نعرف الجار بأنه ذلك الكائن الذي يسكن أمامنا أو حول منزلنا، ولكن ماذا عن الجار الإلكتروني؟ أعني به ذلك الجار الذي جمعتني به وسائل التواصل الإلكتروني، فأنا مثلاً أتواصل وأتراسل بشكل يومي مع الفنان العراقي إسماعيل فاضل، في حين أن جاري الذي يسكن معي في العمارة في جُدة -بضمّ الجيم- لا أراه إلا مرة في الشهر.


نعم جاري في العمارة، لها حقوق ولها خلاف في ذلك، بل هو -وسابع جار أيضاً- ولكن أيضاً هناك حقوقاً لجاري الأسترالي أعني الفنان إسماعيل فاضل، فمن حقه عليّ أن لا أزعجه بالرسائل ليلاً، كما أن من واجبه علي أن أسأل عنه وألقي عليه التحية، وأزوره -إذا مرض- إلكترونياً.

إننا إزاء عصر جديد، وإذا كنا نعرف حقوق الجار التقليدي فعلينا أن ندرس في المناهج حقوق الجار الإلكتروني، وهذا مصطلح اخترعته، وأعني به جاري في الواتس أب وجاري في تويتر وجاري في الفيسبوك وجاري في التلجرام وأخيراً جاري في السنابتشات.


حسناً، ماذا بقي؟

بقي القول: لقد كانت أيامنا في الماضي متوجّهة فقط إلى العالم الواقعي، أما الآن فقد رُزقنا بطفل محبوب وشقي اسمه العالم الافتراضي، وهذا العالم له احتياجاته وحقوقه وواجباته، ويجب علينا -إذا دخلنا هذا العالم- أن نربط الحزام الخاص به، ونلبس ملابسه ونتقيد بواجباته، ونعطيه من ما له من الحقوق.

أخبار ذات صلة

اللا مركزية.. بين القصيبي والجزائري
الصناعة.. وفرص الاستثمار
ما الذي يفعله ذلك الزائر السري؟
نظرية الفاشلين!!
;
رؤية المملكة.. ترفع اقتصادها إلى التريليونات
أوقفوا توصيل الطلبات!!
نواصي #حسن_الظن
قتل طفل لحساب الدَّارك ويب!!
;
ألا يستحون؟!
الخلايا الجذعية والحبل الشوكي
أقمار من خشب!!
هُويتنا وقيمنا وأخلاقياتنا العربية والإسلامية.. في خطر
;
رجع الصدى
لا شيء في الضوضاء.. غير وجهك يا معطاني!
القمع من المهد إلى اللحد!!
رحم الله معالي الدكتور عبدالله المعطاني