كتاب

الأمانة عنوان تمام الإيمان

كل من يقرأ القرآن الكريم يعلم علم اليقين وجود آيات كثيرة تأمر بأداء الأمانة، وتحذّر من الاستخفاف بها، ومنها هذه الآية، إذ يقول الله تبارك وتعالى: (إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَن يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الْإِنسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولًا ) الأحزاب: 72.

فما هي هذه الأمانة التي عرضها الخالق عزّ وجلّ على المخلوق؟


باختصار هي طاعة العبد لربه في كل ما أمر به، واجتناب كل ما نهى عنه.. ومفهومها لغةً الثقة، واصطلاحاً التصديق والجدارة في الاعتماد، ولها في رأيي ثلاثة أضلاع:

الضلع الأول: ثقة الآخرين بالشخص.


الضلع الثاني: عفـّة هذا الشخص الموثوق به.

الضلع الثالث: اهتمامُ الموثوق به، بموضوع عمله، وحرصُه على أدائه كما يجب. وللأمانة عدة مجالات منها:

- في العبادات: ويفترض أداؤها بإخلاص لله تبارك وتعالى، كما فُرِضتْ، مثل الصلاة والصيام والزكاة والحج والصدقات ونحو ذلك، وهي عنوان تمام الإيمان.

- في المعاملات: وتشمل كل نواحي الحياة مثل: إسناد الوظائف العامة إلى الأكْفاء، الموضوعية وعدم التحيّز في القرار، حفظ المال العام، حفظ الحواس والجوارح، حفظ الودائع، الإتقان في العمل، حفظ أسرار المجالس والاجتماعات.. ماعدا ثلاثة منها:

- إذا كان يتعلق بمعصية شفوية كالمؤامرات لهتك عِرض، أو الإعداد للإضرار بالناس في أمنهم وأرزاقهم وأموالهم واستقرارهم.

- إذا كان يتعلق بمعصية مادية كخطط الإرهاب للقتل والتدمير وإشاعة الرعب في المجتمع.

- إذا كان له علاقة بارتكاب جريمة، فعندها يجب عدم كتْمِ الشهادة. ودعْماً لخُلُق الأمانة، ومن يرغبُ في البكاء لتفريطه فيها، توبةً إلى الله، عليه أن يقرأ الآتي: (وَاتَّقُوا يَوْمًا تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّهِ ثُمَّ تُوَفَّىٰ كُلُّ نَفْسٍ مَّا كَسَبَتْ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ).. البقرة: 281

أخبار ذات صلة

اللا مركزية.. بين القصيبي والجزائري
الصناعة.. وفرص الاستثمار
ما الذي يفعله ذلك الزائر السري؟
نظرية الفاشلين!!
;
رؤية المملكة.. ترفع اقتصادها إلى التريليونات
أوقفوا توصيل الطلبات!!
نواصي #حسن_الظن
قتل طفل لحساب الدَّارك ويب!!
;
ألا يستحون؟!
الخلايا الجذعية والحبل الشوكي
أقمار من خشب!!
هُويتنا وقيمنا وأخلاقياتنا العربية والإسلامية.. في خطر
;
رجع الصدى
لا شيء في الضوضاء.. غير وجهك يا معطاني!
القمع من المهد إلى اللحد!!
رحم الله معالي الدكتور عبدالله المعطاني