كتاب

ذروة العولمة.. في مونديال قطر..!

كرة القدم كما يصفها عشاقها.. ساحرة الملايين.. ومن بداية فوز قطر باستضافة المونديال أثيرت شكوك وتساؤلات كثيرة عما إذا كان بإمكان دولة بحجم قطر على استضافة حدث عالمي يمثل قمة الرياضة في العالم والقيام بكل ما يتطلبه من رصد أموال وتسهيلات وتجهيزات البنية التحتية.. من ملاعب وفنادق ومواصلات.. تستوعب حجم المناسبة وكثافة الحضور من أنحاء العالم على المستوى المطلوب.

الـFIFA كانت تتابع عن كثب، وما إن دقت ساعة الصفر حتى كان كل شيء جاهزًا وفي الموعد.. تقديرات رئس الفيفا السيد قنان «إيطالي الجنسية» أن ما يقارب من خمسة تريلونات من سكان العالم سيشاهدون كأس العالم في قطر من خلال وسائل التواصل التي تبث بالأقمار الصناعية بشكل آني ومن ذلك يستنتج مدى تأثير كرة القدم اجتماعيًا واقتصاديًا.. وأيضًا ما وصل إليه تأثير العولمة وهيمنتها على تحريك القوة الشرائية والسياحية وعوائدها المادية بسبب جاذبيتها للمشاهدين من كل الأعمار وكل المستويات الاجتماعية.


واقع نجاح كأس العالم في قطر يثبت بشكل قطعي أن الرياضة تجمع كل الأجناس والحضارات وتنمي التنافس والانضباط والبداية في كل المجتمعات من الصغر وفي المدارس تحديدًا لأنها أصبحت صناعة وترفيه ومتعة لكل الأعمار.. ومنهج العولمة والانفتاح بدون حدود الذي جسده غزو الفضاء الخارجي والبث المباشر بواسطة الأقمار الصناعية المستمر بعيدًا عن تحكم المراقبة.. ومن خلال البث المباشر ظهرت كل وسائل السوشل ميديا الأخرى إنترنت وتويتر ووسائل الاتصالات أصبحت الجانب المهم في الحصول على المعلومات وإيصالها والتفاعل الفوري والتحكم في نوعيتها ومصادرها.. وبقدر ما وفرت للإنسان سرعة نقل المعلومات ومتعة التغلب على الوحدة والانعزال فقد جلبت بعض التجاوزات والمصاعب مثل نشر الإباحية والتحلل من الأخلاق والشكوك في بعض الثوابت الدينية يدعم ذلك توجه بعض الحكومات الغربية اللا أخلاقي بحجة حقوق الإنسان وتشجيع الحرية الفردية المنفلتة.

والذي يحصل في قطر خلال فعاليات كأس العالم يأتي في إطار منهج العولمة بامتياز فقد طغت التغطية الإعلامية على موجة الحروب والصراعات التي تعاني منها بعض الدول والمصحوبة بموجة الفقر وشح موارد الطاقة والغذاء في المناطق الفقيرة من العالم.. والنقلة النوعية المتوقعة من خلال عالم الرياضة والسياحة إلى دول الخليج العربي على وجه الخصوص، ونجاح الفرق العربية وفرق أخرى مثل اليابان وكوريا الجنوبية والكاميرون في كسر سيطرة الهيمنة الأوروبية وأمريكا اللاتينية ينبئ بتحول نوعي ستشهده الأجيال القادمة بثقة في ميادين الرياضة وغيرها من الفعاليات الأممية وذلك بدون شك من فوائد العولمة التي بدت صرختها مع بداية الربع الأخير من القرن العشرين وتعالت أهميتها ونفوذها من بداية القرن الحادي والعشرين.. ومهمة الأجيال العربية الاستفادة من الإيجابيات وتجنب مصائد الخطر مثل المثلية والتشكيك في الثوابت الدينية والأخلاقية والابتعاد عن الروابط الأسرية.

أخبار ذات صلة

قتل طفل لحساب الدَّارك ويب!!
ألا يستحون؟!
الخلايا الجذعية والحبل الشوكي
أقمار من خشب!!
;
هُويتنا وقيمنا وأخلاقياتنا العربية والإسلامية.. في خطر
رجع الصدى
لا شيء في الضوضاء.. غير وجهك يا معطاني!
القمع من المهد إلى اللحد!!
;
رحم الله معالي الدكتور عبدالله المعطاني
التحريض على الفسق والفجور
أبلة زهرة.. ومدرسة «الفتاة»
العناية بالمواهب عبر التاريخ
;
أبناؤنا.. والإنترنت المظلمة!
ذاكرة المطوفات.. ‏إضاءات تاريخية مشرقة
مقرر الكتابة الوظيفية والإبداعية.. مهلًا!
محمد بن سلمان.. و «رؤية 2030»